الخميس، ١٣ أكتوبر ٢٠١١

ماشي "33" 1027 > 1

لا تتعجبوا .. أن تخرج أصوات حزبية برؤية ضيقة الأفق تنتقد وتقلل من حجم صفقة شاليط.. وأقول لهم لحماس كل الحق أن تلعب بأوراقها الرابحة وقتما تشاء، وهذه المرة تحديدا حققت إنجازا تشكر عليه ويحسب لها لأنها الحرية التي لا يعرف معناها إلا الأسير الذي عانى من ظلام السجن وظلم السجان .. 

وإذا قمنا بتوسيع الرؤية قليلا نجد أن هذه الصفقة على الرغم من أن حماس ساهمت في التخطيط لها والتفاوض حولها إلا أنها لا تحسب فقط لحماس إنما لكل فلسطيني في قطاع غزة تحديدا لأن الغزيين هم من دفعوا ثمن اختطاف شاليط منذ البداية بحرب وقصف وحصار ودماء شهداء وجرحى لم يكن لهم ذنب إلا أنهم مرابطون على تلك الأرض الطاهرة وتصدوا لمحاولات الاحتلال وسعيها في الحصول على جنديها الأسير ولو مقتولاً .. وعلى حماس أن لا تنسى أو تتناسى تلك المعاناة التي لحقت بأبناء الشعب الفلسطيني وإن كان ذلك فعلينا نحن أن نفخر بأنفسنا وأن لا ننسى أننا ساهمنا بإتمام تلك الصفقة ودفعنا ثمنها غاليا بصمودنا وتضحياتنا وأن نبتعد عن جلد ذواتنا بانتقاداتنا التي إن جاءت فستكون بلا أدنى شك من منظور عدم تأييدنا لحماس أو تعصبنا لانتماءاتنا الحزبية (ضيقة الأفق) وبغض النظر عن توقيت الصفقة وتفاصيلها وأبعادها السياسية إلا أنها تهدي الحرية لعدد لا بأس به من الأسرى البواسل الذين دفعوا أثمانا باهظة من حياتهم خلف زنازين الظلم والقهر بعيدا عن أهلهم وأحبابهم .. ولأنها كذلك علينا أن نقيم الأفراح والاحتفالات ونبتهج ونستقبل أسرانا البواسل كفلسطينيين وليس كحمساويين وأن نهمش ولو مؤقتا أدوارنا الحزبية وحقدنا الدفين على بعضنا البعض، وكما انتقدنا حماس لموقفها الرافض لما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس التاريخي في مجلس الأمن وهو الذي قام بخطوة يعتز بها كل فلسطيني، سنقف هنا في وجه كل من ينتقد هذا الانجاز التاريخي .. فالانجازات الوطنية التاريخية حتى وإن أراد البعض تحزيبها وتحقيق مكاسب سياسية حزبية من خلالها فإنها في النهاية تعود بفائدتها على فلسطين والفلسطينيين ونحن جميعا ساهمنا بها وبتحقيقها فالشكر لمن ساهم بها ومن دفع ثمنها ..

الكيان الصهيوني يحتفل منذ الاعلان عن هذه الصفقة بإطلاق سراح جنديه الأسير بمختلف أطيافه منذ اكثر من خمس سنوات ونحن بالمقابل علينا أن نحتفل ونتوحد باحتفالاتنا أكثر منه بألف مرة وأن نتوقف عن جلد ذواتنا لنثبت للجميع أن حياة أبناءنا وحريتهم لا تقارن بحياة فرد منهم إنما تفوق ذلك بكثير وإن كانت رياضيا 1027 = 1 فإن المكسب بمفهوم الربح والخسارة  فرحة حقيقية لأكثر من 1000 عائلة فلسطينية مقابل فرحة لعائلة اسرائيلية واحد فقط وهو الأمر الذي افتقدناه كثيرا ونحن نودع الشهيد تلو الشهيد في حروب ومعاناة .. نحن اليوم سنستقبل ونرحب بحياة وحرية بدلا من وداع وتشريد وقتل .. 1027 > 1 دائما كنا نبكي ضحايانا أكثر منهم وتتألم أمهاتنا وأهالينا أكثر منهم في كل عمل عسكري أو مواجهة مباشرة وغيرها، واليوم تنعكس الاية لنحقق ربحا ولو معنوي على حساب الفرح والابتسامة بوعد الحرية ..

لأننا فلسطينيون علينا أن نبارك هذه الصفقة التاريخية أيا كانت توجهاتنا الحزبية ..
لأننا فلسطينيون فنحن أعلم الناس بمعنى الأسر والحرية وعندها علينا أن نثمن أي خطوة تأتي لإطلاق أي عدد من أسرانا البواسل ..
لأننا فلسطينيون علينا دوما أن ننظر لإنجازات أفرادنا وفصائلنا بشموليتها وليس فقط بمنظورها الحزبي الضيق ..

شكرا لكل فلسطيني .. شكرا لأهل غزة الأبطال .. شكرا لرجال المقاومة الفلسطينية الذين أسسوا لهذه الخطوة .. وشكرا لحماس وللدول الوسيطة التي ساهمت بإتمام هذه الصفقة .. وكل الرجاء أن تتم خطواتها بنجاح كامل .

دمتم أحرارا ..
12/10/2011



السبت، ١ أكتوبر ٢٠١١

ماشي "32" بين السياسة والرياضة

هل هناك فوارق في حقول العمل الإعلامي بين السياسة والاقتصاد والرياضة وغيرها ؟.
 في الأبجديات لا فوارق أو اختلافات، إنما في التفاصيل تتكشف بعض الحقائق التي يلمسها من جرب ممارسة العمل الإعلامي في أكثر من حقل وبشكل متخصص، وسأسرد لكم جملة من الفروق التي جعلتني ازداد يقينا بأن التجربة العملية هي خير وسيلة لحصد الخبرات التي تؤهل الفرد لاختيار الطريق الصحيح الذي يتطلع لخطه :
- في الإعلام الرياضي يتم نقل الحقائق والنتائج التي يحققها الأفراد والفرق الرياضية بمنظور الواقع .. وفي الإعلام السياسي تنقل الأحداث والحقائق بمنظور الأجندة السياسية التي تحملها وسائل الإعلام المختلفة بناء على رؤيتها للحدث.
- في الرياضة نجوم ومشاهير تماما كما في السياسة، لكن مشاهير الرياضة اكتسبوا تلك النجومية من خلال عطاءات وإنجازات قاموا بتحقيقها، بخلاف السياسة التي قد تضم مشاهير حققوا شهرتهم بلا عطاء يذكر وفقط من خلال العلاقات العامة التي جعلت منهم رؤساء أو وزراء وغير ذلك ..
- الإعلام الرياضي يحلل الأحداث الرياضية ويرصد اراء الخبراء التي تقرأ الواقع كما هو وتعطي كل ذي حق حقه، أما في السياسة يتم تحليل الخبر والحدث بناء على المعطيات التي تربط الفكر السياسي أو الحزبي لصاحب وسيلة الإعلام أو ممولها ..
- في الصحافة الرياضية ميول وانتماءات تجعل من الإعلاميين ينحازون أحيانا ويتعاطفون مع أنديتهم لكن في النهاية يتقبلون النتائج في الأغلب (بروح رياضية) ويحاولون تصحيح المسار ويقدمون انتقادا بناء في سبيل تقديم الأفضل، وفي الصحافة السياسية من الصعب أن تجد ذات الفكرة ويعكس الصحافيون في  السياسة غالبا توجهاتهم السياسية والحزبية بغض النظر عن مجريات الواقع الذي قد يتم تحويره في سبيل الدفاع عن رؤية الحزب السياسية تبعا للأجندة المتبعة .
- نسبة الحياد في نقل الخبر الرياضي أكبر بكثير منها في الخبر السياسي، بل قد تنعدم فكرة الحياد أساسا في وسائل الإعلام بما يتعلق بالحدث السياسي وبالتالي يتم تحوير الحقائق لمصلحة الأجندة السياسية الخاصة .

في النهاية تحتفظ السياسة برتبتها في قائمة حقول الصحافة لأنها تمس الواقع المعاش وتؤثر بمعطياتها على حياة الناس العامة، بخلاف الرياضة والحقول الأخرى التي تلقى اهتماما من فئة محدودة من المجتمع أيا كان حجمها .. وكل المنى أن يأخذ حقل السياسة في صحافتنا ولو جزءا يسيرا من حيادية الصحافة الرياضية في نقل الخبر وتحليله، وأن يستفيد مشاهير السياسة لدينا من مشاهير الرياضة هنا في المهنية والاحترافية التي يملكونها وفي التعاطي مع الأحداث ومبدأ الفوز والخسارة، والروح الرياضية ..
ومعا سأقترب منكم أكثر لفهم السياسة بلغة كرة القدم .. بكل روح سياسية .. قريبا

إبراهيم خضرة
01/10/2011


الأربعاء، ٢١ سبتمبر ٢٠١١

ماشي "31" لأنها حماس يا كريشان !

اليوم قرأت مقالة لنجم الجزيرة المتألق أمام الشاشة وخلفها محمد كريشان تحت عنوان (لماذا يا حماس؟) ذكر فيها أن "حماس لم تكتف بأن أضاعت هذه الفرصة التي كان يمكن أن 'تورط' فيها أبو مازن في 'معروف' لا يكلفها شيئا في الحقيقة لأنه جاء من منطق 'ألم نقل لك بأن لا شيء يرجى من هؤلاء؟!' بل سقطت في تصريحات عديدة متناقضة لقادتها ما كان لها أن تقع فيها لو ضبطت أعصابها أكثر"
هو سؤال منطقي جدا راودني كثيرا وتعجبت تماما كالزميل محمد والكثير من الفلسطينيين وغيرهم من المتابعين للشأن الفلسطيني، هو سؤال قد يعرض فيه أصحابه لنيران حماس وأنصارها التي تنطلق صوب كل من يخالفها الرأي أيا كان توجهه على مذهب (من لم يكن معي فهو ضدي) وعندما تحاول الإجابة عن هذا السؤال تجد الجواب مبطنا في عقلية الفكر القيادي لحركة حماس بعدما قررت خوض غمار السياسة .. تقرأ في تلك العقلية نوعا من الالتفاف على حقائق الواقع الذي قررت من خلاله تغيير نهجها من قيادة المقاومة التي لا ينكرها عاقل إلى قيادة العملية السياسية ناهيك عن التناقض والتخبط في الاراء الصادرة ازاء أي خطوة تقوم بها سلطة رام الله مهما اتفقنا أو اختلفنا معها .. وقد يعود ذلك لاقتران الحركة في الأدوار القيادية وشعورها خاصة بعد الفوز في الانتخابات الأخيرة أن ثقة الشعب عادت إليها رغم انتهاء صلاحية تلك الثقة مع نهاية فترة المجلس التشريعي الذي ما زال الكثيرين يتشدقون به ..
لا أقول هنا أن سلطة رام الله هي القيادة النزيهة للشعب الفلسطيني والذي تقوم دائما بخطوات صحيحة ونختلف معها كثيرا ومن تلك الاختلافات خوضها لهذه المعركة مع مجلس الأمن بلا أي جهد لتوحيد الصف وإقناع كافة الأطراف الفلسطينية المعارضة لهذه الخطوة .. لكن في النهاية عندما تكون المواجهة مع المجتمع الدولي فالتفكير المنطقي يقول أن نصطف مع القريب ضد الغريب رغم الاختلافات والخلافات، ثم بعد ذلك قد نتحفظ وندلي بدلونا على نتائج تلك الخطوة.. 

إبراهيم خضرة
21/09/2011


الاثنين، ١٩ سبتمبر ٢٠١١

ماشي "30" استحقاقات الدولة وأيلول !


 فلسطين الدولة تمر في تجربة جديدة تشكل حلقة في سلسلة مواجهة المجتمع الدولي والمطالبات بحقها في الاستقلال الذي طالما سعت إليه منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها عام 1964 و الاعتراف بها كممثل شرعي للفلسطينيين في الداخل والخارج، كان الهدف الرئيسي من إنشاء المنظمة حينها هو تحرير فلسطين عبر الكفاح المسلح إلا أن المنظمة تبنت فيما بعد فكرة إنشاء دولة ديمقراطية علمانية ضمن حدود فلسطين الانتدابية وكان ذلك في عام 1974 في البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني الأمر الذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها حيث شكلت ما عرف بجبهة الرفض. في عام 1988 تبنت منظمة التحرير الفلسطينية رسميا خيار الدولتين جنبا إلى جنب مع اسرائيل في فلسطين التاريخية والعيش بسلام شامل يضمن عودة اللاجئين واستقلال الفلسطينيين على الأراضي المحتلة عام 1967 وبتحديد القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المرتقبة، في عام 1993 قام رئيس اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير انذاك ياسر عرفات بالاعتراف رسميا باسرائيل في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي انذاك إسحاق رابين، في المقابل اعترفت اسرائيل بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، نتج عن ذلك تأسيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والتي تعتبر من نتائج اتفاق أوسلو بين المنظمة واسرائيل.

مرت القضية الفلسطينية بالعديد من المحطات التي أثرت كثيرا على مسار المفاوضات و كان للاحتلال الاسرائيلي نصيب الأسد منها من خلال إعاقة تنفيذ أي اتفاق يتمخض بعد حلقات من التفاوض الذي دأبت السلطة الفلسطينية على خوضها رغم الانتقادات الكثيرة من عدد من الدول التي عرفت كثيرا بدول الممانعة ومن الداخل الفلسطيني المتمثل في حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة بعد فوزها في الانتخابات التشريعية الأخيرة عام 2006 وما عرف بانقلابها انذاك على مقار السلطة في غزة بحجة عدم الاعتراف بنتائج تلك الانتخابات وتسليمها الأجهزة الأمنية والمؤسسات الرسمية، ونتيجة لذلك انقسم الشعب الفلسطيني جغرافيا للمرة الأولى في تاريخه إلى جزأين من المفترض أنهما يمثلان أركان الدولة الفلسطينية العتيدة، فوصلت القضية الفلسطينية لأخطر مراحلها المتمثل بعدم الاتفاق الفلسطيني رغم الجهود الكثيرة التي بذلت من عدد من الدول العربية إلا أن الحال بقي على ما هو عليه رغم التوقيع مؤخرا في مطلع شهر مايو ايار الماضي على اتفاق مصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين في القاهرة برعاية الجامعة العربية لم ينجح الفلسطينيون في تطبيق أبرز بنوده و المتمثل في تشكيل حكومة وحدة فلسطينية لحين عقد انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة لم يتم الاتفاق على موعدها بعد. نسخ الفلسطينيون خلافهم وانقسامهم الداخلي على كافة الأصعدة واثروا الخلاف على الوحدة في مواجهة المجتمع الدولي أو ما يعرف باستحقاق أيلول الذي قررت به منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة رئيس اللجنة التنفيذية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التوجه إلى مجلس الأمن الدولي بعد فشل جهود المفاوضات التي وصلت به إلى طريق مسدود مع القيادة الاسرائيلية المتمثلة حاليا برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليميني الذي تحالف في حكومته مع الحزب الأكثر تطرفا اسرائيل بيتنا بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان والمعروف بمواقفه المتشددة والعنصرية اتجاه الفلسطينيين عموما ناهيك عن مسألة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.

عند الحديث عن النية الفلسطينية التي أعلنها الرئيس الفلسطيني صراحة في خطابه الأخير بالتوجه لمجلس الأمن طلبا لعضوية كاملة في مجلس الأمن يسوقنا لتاريخ من الخطوات الفلسطينية التي حاول بها الفلسطينيون انتزاع اعتراف المجتمع الدولي بكيانهم للتخلص من أطول احتلال في العصر الحديث ونيل الاستقلال لدولتهم، فقد تم إعلان دولة فلسطين مرتين خلال ستين عاما : كان الإعلان الأول عبر حكومة عموم فلسطين وهي حكومة تشكلت في غزة في الثالث والعشرين من سبتمبر عام 1948 وذلك خلال حرب تقسيم فلسطين برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي، حيث قام جمال الحسيني بجولة عربية لتقديم إعلان الحكومة إلى كافة الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية، وجاء في نص مذكرة الإعلان " بالنظر لما لأهل فلسطين من حق طبيعي في تقرير مصيرهم واستنادا إلى مقررات اللجنة السياسية ومباحثاتها، تقرر إعلان دولة فلسطين بأجمعها وحدودها المعروفة قبل انتهاء الانتداب البريطاني عليها دولة مستقلة وإقامة حكومة فيها تعرف بحكومة عموم فلسطين على أسس ديمقراطية" في الثالث عشر من نوفمبر تشرين الثاني عام 1974 ألقى الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات خطابا للمرة الأولى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ليكون أول ممثل لمنظمة غير حكومية يلقي خطابا أمام الجمعية العامة، جاء هذا الخطاب بعد أيام من اعتراف الجامعة العربية بمنظمة التحرير كممثل شرعي و وحيد للشعب الفلسطيني ، أكد عرفات في ذلك الخطاب التاريخي أن القضية الفلسطينية تدخل ضمن القضايا العادلة للشعوب التي تعاني من الاستعمار والاضطهاد واستعرض الممارسات الاسرائيلية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، وناشد ممثلي الحكومات والشعوب مساندة الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في تقرير مصيره والعودة إلى دياره وفي ختام كلمته قال " جئتكم بغصن الزيتون مع بندقية الثائر، فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي .. الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ من فلسطين" وتم بعد ذلك منح منظمة التحرير الفلسطينية صفة "مراقب في الأمم المتحدة"

أما الإعلان الثاني فكان في الخامس عشر من نوفمبر عام 1988 حيث تم إعلان قيام دولة فلسطين من المنفى خلال اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني التاسع عشر الذي أقيم في الجزائر، أعلن حينها رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات دولة فلسطين على الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس، لكن لم يتم الاعتراف بهذه الدولة من قبل الأمم المتحدة. جاء في نص مذكرة الإعلان الذي قرأه ياسر عرفات في العاصمة الجزائرية "بسم الله وبسم الشعب أعلن قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .." و وافق الفلسطينيون للمرة الأولى وقتها بحل الدولتين والتفاوض على أساس قرارات الأمم المتحدة رقم 242 و 338 ودعوا إلى انسحاب اسرائيلي كامل من الأراضي المحتلة عام 1967، اعترف بدولة فلسطين حينها أكثر من مائة دولة حول العالم لكن الأمم المتحدة لم تعترف.

هذه المرة يتوجه الفلسطينيون إلى مجلس الأمن ليس بهدف إعلان جديد للاستقلال كما ذكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه للشعب الفلسطيني عشية توجهه للمجلس بل بغرض تغيير الصفة التي لم تتغير منذ خطاب الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المرة طلبا لعضوية كاملة في مجلس الأمن، وفي هذا الإطار حذر الرئيس عباس من رفع سقف التوقعات وطالب الشعب الفلسطيني بالواقعية التي تفرضها العلاقات الاسرائيلية مع دول عظمى قد تقف عائقا في حال التلويح بالفيتو المتوقع من الجانب الأمريكي بعد رفض الرئيس الامريكي باراك أوباما للخطوة الفلسطينية والقيام بخطوات ومحاولات لإعاقة الجهود الفلسطينية في التوجه إلى مجلس الأمن في، لكن هناك من يدعم تلك الجهود ويقف جنبا إلى جنب مع الموقف الفلسطيني فقد أوضح المسئولون الفلسطينيون إلى أن هذه الخطوات التي قمنا ونقوم بها لاقت دعما عربيا ودوليا وقد أشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه الأخير من رام الله قبل التوجه لمجلس الأمن أن أكثر من 126 دولة قررت الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد جولة مكوكية قام بها مسئولون فلسطينيون في سبيل حشد الدعم والتأييد لهذه الخطوة، لكن هذا الدعم توقف كثيرا عند بعض الفصال الفلسطينية على رأسها حماس ورغم تعامل القانون الدولي مع الأرض الفلسطينية بأنها أرض محتله وفقا للقانون الدولي، إلا أن اسرائيل لا تعترف بذلك وتتصرف على أساس أن هذه الأرض متنازع عليها وليست أرضا محتلة، وفي حال نجاح الفلسطينيين في خطوتهم القادمة يرى مراقبون أن معادلة الاحتلال القائم على الأرض الفلسطينية ستتغير على الرغم من عدم مبالاة الجانب الاسرائيلي ورفضه تطبيق مجمل القرارات والاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني، لكن الفلسطينيين هذه المرة يواجهون المجتمع الدولي وقد سبقتهم نماذج ليست بالبعيدة يؤكدون ضرورة الاستفادة منها ومن أبرزها جنوب السودان وكوسوفو، وقد صرح نبيل شعث مفوض الشئون الخارجية في حركة فتح والذي بذل جهودا كبيرة في الحصول على اعتراف العديد من الدول "لا يوجد ما يمنعنا من الاستفادة من تجربة كوسوفو وكل الدول الأخرى، واستخدام كل الحجج والقوانين، واسرائيل ليست شعبا أصيلا في المنطقة وأعلنت إقامة دولتها وهي الدولة الوحيدة التي كان الاعتراف بها من قبل الأمم المتحدة مشروطا بتنفيذ قرار التقسيم 181 بإقامة دولة فلسطينية على 44% من أرض فلسطين التاريخية وتنفيذ القرار 194 الخاص بعودة اللاجئين"


ويعني الذهاب للأم المتحدة الطلب منها التعامل مع دولة فلسطين، لا أن تعترف بالدولة كعضو كامل العضوية، لأن الأمم المتحدة لا تعترف بالدول وإنما تتعامل معها وآلية الاعتراف بدولة فلسطين كعضو في الأمم المتحدة تقوم على طلب فلسطين من مجلس الأمن الدولي التعامل معها كعضو كامل العضوية، وعناصر تكوين الدولة تقوم على الأرض والشعب وحكومة تطلب هذه العضوية، ويجب أن يحظى هذا الطلب بموافقة مجلس الأمن، وبعد الموافقة عليه يتم تحويله للجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ قرار القبول، وفي حال الرفض يمكن اللجوء للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تعترف بفلسطين كدولة، ولكن كعضو مراقب له حقوق جميع الدول، باستثناء حق التصويت، ولا يمكن أن تحصل الدولة الفلسطينية على عضوية المنظمة الدولية دون دعم من مجلس الأمن الذي تملك فيه الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، الاستخدام الأمريكي لحق النقض لن يقضي على محاولة الفلسطينيين الاعتراف بالدولة والعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حيث يقول ميثاق الأمم المتحدة إن الجمعية العامة هي التي تعترف بالأعضاء الجدد، ولكن بتوصية من مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة تتمتع خمس منها هي بريطانيا، فرنسا، الصين، روسيا والولايات المتحدة بعضوية دائمة وبحق النقض. وأيا كانت نتائج هذه المواجهة الفلسطينية الدولية سواء بنجاح رسمي باعتراف مجلس الأمن ومنح العضوية الكاملة أو معنوي بمنح الجمعية العامة للأمم المتحدة لعضوية غير كاملة، أو باستجابة الجانب الفلسطيني لضغوط اللحظات الأخيرة وانسحابه من هذه الخطوة، فإن الأثر الأبرز سيكون في تحريك هذا الملف الذي عانى من الجمود كثيرا في ظل حراك غير مسبوق تشهده دول الجوار العربي داخليا .. ولا يمكن التكهن في ماهية الطريق الذي سيسلكه الطرفان في هذا الحراك أو لمصلحة من سيكون، هل ستكون فلسطين الدولة رقم 194 وتحصل على كرسيها في مجلس الأمن، أم سيعود المفاوض الفلسطيني إلى سابق عهده ويجني الاسرائيليون ثمار هذه الخطوة بمضاعفة الضغط الدولي على السلطة الفلسطينية !! هذا ما ستكشفه الساعات القليلة القادمة

19/09/2011
إبراهيم خضرة


الجمعة، ١٦ سبتمبر ٢٠١١

ماشي "29" ماشي

توقفت عن المشي في الفترة الماضية وسأل عدد من الأصدقاء عن السبب ولم أجد جوابا سوى الانشغال بمرحلة جديدة أخط بها مرحلة مهنية جديدة لا تخلو من المغامرة كالعادة ..

لكنني سأمشي مجددا بقلمي بعد إعادة شحنه بحبر يحكي واقعا نعيشه في حياتنا ويخط ألماً ينخر في يومياتنا وأملا نتلمسه بتجارب من حولنا ..
هي أفكار قد تروق للبعض وينتقدها اخرون لكنها في النهاية تمثل رأي فرد في المجتمع لديه رؤية في قضايا واقعنا المعاصر وعندما أكتبها فلا أفرضها على أحد، إنما أشارككم بها من خلال المشي عليها بقلمي (لا بقدمي)

سأحترم كل من يدلي بدلوه وسأستفيد كثيرا من ارائكم وتجاربكم حول ما سأكتب ولنثق جميعا بما لدينا من قدرات وأفكار فـ (قيمة كل امرئ ما يحسنه) أو كما قال علي بن ابي طالب رضي الله عنه (واعلموا أن الناس أبناء ما يحسنون، وقدر كل امرئ ما يحسن، فتلكموا في العلم تتبين أقداركم)

ودمتم
16/09/2011


الأحد، ١٠ يوليو ٢٠١١

ماشي "28" حرية الصحافة وصحافة الحرية !

من قال أن الحرية والديمقراطية تسمح لك أن تقول وتعبر عما بداخلك كيفما تريد و وقتما تشاء ؟! ومن قال أن بإمكان أصحاب السلطة والنفوذ أن يخطوا سياسات قنواتهم و وسائل إعلامهم بعيدا عن مراعاة حريات الاخرين بحجة أنهم يملكون سلطة رابعة أقوى من أي سلطة تنفيذية أو غيرها ؟!ومن قال أيضا أن لا حدود للحريات العامة إذا كنت تعيش في مجتمع ديمقراطي بطبيعته أو يسعى لتحقيق ديمقراطية زائفة أو جادة ؟!

اليوم تم إصدار العدد الأخير من صحيفة News of the World البريطانية بعد 168 عاما من الخدمة الإعلامية في حقل صحف التابلويد أو الفضائح أو الصحافة الصفراء بعد قرار إغلاقها من مالكها (روبرت مردوخ) بعد تعديها بشكل واضح وسافر على حريات اخرين من الفنانين والمشاهير والسياسيين وحتى المجرمين وضحايا الجرائم الأمر الذي أثر بشكل كبير على مجريات العدالة في بعض التحقيقات ومنها اختراق الصحيفة لهاتف فتاة تدعى ميلي دويلر (13 عاما) قتلت في عام 2002 قبل العثور على جثتها مما عرقل التحقيق في هذا الملف .. جاء هذا الإغلاق لصحيفة من أشهر الصحف البريطانية وأكثرها مبيعا بعد تضييق وملاحقات قانونية وسخط شعبي على سياستها وتعديها واختراقها للعديد من الحريات الخاصة اعتقادا منها أنها فوق القانون وأنها تمثل سلطة رابعة لا رقيب عليها، لكن بريطانيا أثبتت أنها امبراطورية القانون بعد أن أوقفت بحزم هذا السيل الجارف لامبراطور الإعلام مردوخ وهيمنته التي تعدت أخلاقيات مهنة الصحافة وحرياتها في هذه الصحيفة تحديدا ..

في الكثير من الدول العربية لم نصل بعد لمستوى الحريات العامة للصحافة والتعبير عن الرأي ومحاسبة المسئولين على فسادهم وأخطائهم السياسية ولم نصل أصلا لمرحلة أن تكون وسائل إعلامنا سلطة رابعة بالفعل تستخدم الحد الأدني من فضاءها المتاح إيجابا لتصحيح مسارات في حقول السياسة والاقتصاد والرياضة والمجتمع عموما ..
وفي الدول الغربية وتحديدا هنا في بريطانيا تخطت الصحافة مستوى الحريات العامة بشكل كبير و وصلت في بعض الحالات لما هو أبعد من ذلك فوقعت في المحظور كما جرى مع هذه الصحيفة العريقة والقديمة، والواقع الذي فرضته سلطة القانون في هذا البلد يعطي تعريفا واضحا لمفهوم الحريات بشكل عام وحرية الصحافة على وجه الخصوص وهو المفهوم الذي نذكره كثيرا بخلاف تطبيقه:
( تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين )

10/07/2011
إبراهيم خضرة

الجمعة، ٨ يوليو ٢٠١١

ماشي "27" يوم الختان

قمنا اليوم بتطهير (ختان) ابني الأول (تميم) تراودك مشاعر مختلطة وأنت تشاهد العملية التي تمت في عيادة خاصة هنا في لندن، بين الفرح والحزن على دموعه وبكائه الذي انطلق من حنجرته الصغيرة لأول مرة بهذه الشدة ..
كان وما زال عند البعض الاحتفال بهذه المناسبة له طابع خاص ومميز وتنطلق فيه الأهازيج والتهاني لكن الغربة تقلص حجم الفرح والتئام شمل العائلة والأحباب، لكن الفرحة تبقى وتتواصل وأنت ترقب وتترقب نمو طفلك في كل يوم بل وفي كل ساعة يشق فيها طريقه في هذه الدنيا، أنظر في عينيه كثيرا لأغرس بها الأمل في مستقبل أفضل يعيشه في أرضه الأم (أرض آبائه وأجداده) وهي تنعم بالسلام والأمان وأتسائل عن قدر لا يعلمه إلا الله الذي أسأله وأرجوه أن يكون الأفضل .. وأن يرزقه الصحة الدائمه ويبعد عنه كل الشرور، وأن يرزق كل أب وأم بالذرية الصالحة المعافاة ..

بحثت عن شاعر كتب في الختان فتفاجأت أن الشاعر المتألق المبدع أحمد مطر صاغ هذا الموضوع بطريقته التي جعلتني أبتسم كثيرا على وقع كلماته التي ختمها بأسلوبه الساخر .. القصيدة :


ألبسوني بُردَةً شَفّافَةً

يَومَ الخِتانْ .

ثُمَّ كانْ

بَدءُ تاريخ الهَوانْ !

شَفَّتِ البُرْدَةُ عن سِرّى ,

وفى بِضْعِ ثوانْ

ذَبَحوا سِرّى .

و سالَ الدَمُ في حِجْري

فقامَ الصوتُ من كُلِّ مكانْ :

ألفَ مبروكٍ

.. وعُقبى لِلِّسانْ !


طبعا أقول لا عقبي للسان .. والله يخلي لتميم لسانه وللجميع ليغرد به في عالم أجمل

إبراهيم خضرة
07/07/2011

الأحد، ٣ يوليو ٢٠١١

ماشي "26" دليل الاستخدام

لا أدري إلى متى سنبقى نحن العرب تحت تصنيف المتلقي أو المستقبل في كثير من الأحيان لتقنيات وابتكارات الغرب !؟ وإلى متى سيحيطنا الجهل حتى في تلقينا لتلك الأفكار على غرار تكنولوجيا الاتصال التي تشمل الهواتف النقالة وغيرها ! ..
لم نحسن بعد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثلا في الكثير من الأحيان أو لم نصل إلى مرحلة الاستفادة الإيجابية منها ومن تطبيقاتها ولن أتحدث هنا عن سلبية بعض الافراد المفرطة في استخدام مواقع تواصل اجتماعية كفيسبوك مثلا .. بل سأتحدث عن استخدام أو استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في إعلامنا العربي فلا أجد تفسيراً لمواصلة الجمود القائم والقاتم في برامج معظم القنوات العربية المتخصصة والمحترفة منها تحديدا وهي التي تعلم علم اليقين أن هذه الأدوات جاءت تحت بند الإعلام الجديد أي المنافس للإعلام التقليدي فإما أن تحاكيه وتدمجه لتدعيم وسيلتك الإعلامية وأهدافك وإلا سيفوتك القطار ..

في الوقت الذي نجحت فيه قنوات إخبارية دولية مثل شبكة CNN في استثمار ودمج مواقع التواصل الاجتماعية في مختلف برامجها التلفزيوني نجد أن برامج التلفزة في شبكاتنا العربية لم تحدث أي تغيير في هذا الإطار وحافظت على جمودها المتمثل في مذيع وضيف أو ضيوف ونقاش ينتهي للاشيء سوى بعض التساؤلات التي لا تفسير لمدلولاتها وعلى كل تلك القنوات أن تعي جيدا أن زمن المشاهد المتلقي ولى وبات علينا إدماجه في شتى الحوارات حتى نحدث التغيير وجذب المشاهد بشكل أكبر لأنه عندها يشعر أنه جزء من هذا النقاش سيتواصل بشكل أكثر وسيتم جذب واستقطاب نسبة أكبر من جمهور المشاهدين بوسائل إبداعية غير تقليدية ..

لا يكفي أن يتم فتح حساب لقناة تلفزيونية أو أي وسيلة إعلام أخرى عبر تلك الوسائل والوسائط وتغذيتها بالأخبار المتواجدة أصلا في الموقع الإليكتروني الخاص بلا أي متابعة أو تقييم أو أن يقوم إعلاميون ومذيعون عرب بفتح حسابات لهم فقط لجذب معجبين ولمواكبة "الموضة" بلا تحقيق لأي فائدة تذكر أو تفاعل مع المتابعين، علينا التعلم من تجارب غيرنا وقراءة وفهم دليل الاستخدام الذي يجهله للأسف الكثير من الصفحيين والإعلاميين ناهيك عن الأفراد في تطبيقاتهم وانشغالهم بما لا يحقق أدنى درجات الإفادة والاستفادة من تلك الشبكات وأفكارها ..

إبراهيم خضرة
3/7/2011

السبت، ٢٥ يونيو ٢٠١١

ماشي "25" البالون والدبوس

أفهم جيدا وأتفهم كثيرا أن ديكتاتوريات عربية كقذافي ليبيا وأسد سوريا وصالح اليمن وغيرهم لم يقدموا لشعوبهم الكثير حتى تقف معهم وتساعدهم أو تخلصهم من أزمات الحكم ودعوات المعارضة ضدها، بل ساهمت في شحن تلك الشعوب ضدها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال القمع وسياسة الإغلاق والتضييق ضد الحريات ونحوها حتى جاءت لحظة الانفجار الذاتي أو المصحوب بوسائل ساهمت في انتشاره وتعزيزه .. فأنت عندما تملأ بالونا بكمية من الهواء وتواصل شحنه وتعبئته باستمرار فلا بد أن ينفجر بإحدى وسيلتين، الأولى: أن ينفجر بذاته لوصوله لمرحلة عدم استيعاب كميات إضافية من الشحن على نظرية (كثرة الضغط تولد الانفجار) كما حصل في تونس ومصر، والثانية: أن تأتي يد خارجية بـ "دبوس" صغير فتعجل عملية الانفجار من خلال ثقب صغير قد لا يعطي له الساسة اهتماما من خلال ثقتهم المفرطة بأن تلك الشعوب لا قدرة أو طاقة لها للانفجار في وجه الاستبداد القائم ..

ولكل ذلك حل بسيط استطاعت بعض الدول التي ظهرت بها بوادر انفجارات شعبية الإتيان به وتطبيقه من خلال تخفيف الضغط والشحن القائم أصلا منذ سنوات حتى تقطع أي طريق على الأيادي الخارجية و "دبابيسها" وبالتالي تقليص حجم البالونات الشعبية حتى لا تنفجر أو تكون تأثيراتها محدودة جدا يمكن السيطرة عليها حتى وإن تعرضت لتدخلات خارجية أو "مؤامرات" مزعومة باتت شماعة لتعليق الأخطاء السياسية الفادحة ..

رأيت يوما طفلا صغيرا يمارس لعبته المفضلة في نفخ بالون ورأيت أنه كلما اقترب من مرحلة الانفجار تجده يتوقف ويحكم إغلاقه ويبعده عن أي مؤثرات خارجية قد تسهم في إتلافه، أو يفرغ جزء من الهواء الذي قام بتعبئته خوفا من أي عواقب قد تصيب وجهه .. وكل الرجاء أن يتعلم بعض القادة من عقلية ذاك الطفل الصغير ويكفوا عن ممارسة الغباء السياسي والفكري من خلال مواصلتهم الضغط والشحن حتى بعد انفجار بالونات شعوبهم في وجوههم ويكفوا عن اتهام دبابيس خارجية ساهمت وتساهم في إحداث الثورات القائمة، فإما أن تحمي شعبك وقيادتك بسياسية حكيمة تحميك من أي تدخلات لدول عظمى تبحث عن مصالح خاصة أو أن تتوقع أي ثقب يأتيك من هنا أو هناك وعندها لا تلومن إلا نفسك ..

دمتم دائما بخير واحرصوا على حماية بالوناتكم دوما ..

إبراهيم خضرة
25/06/2011

السبت، ٢١ مايو ٢٠١١

ماشي "24" رصاص في الهواء

استيقظت أنا وكثيرون في الفندق عند منتصف تلك الليلة على وقع طلقات نارية من أسلحة ثقيلة وخفيفة وكان للريح عندها صوت يكسر سكون الليل .. عند الوهلة الأولى تعتقد أن جبهة فتحت في بنغازي وتتوقع أن الخط الأمامي للاشتباكات انتقل من اجدابيا الى قلب بنغازي .. نزلت كغيري ممن أرادوا رصد الموقف عن قرب لأجد أن كل ذلك كان مجرد احتفالات شعبية بخبر مقتل نجل القذافي الأصغر وثلاثة من أحفاده ..

تسائلت عندها وسألت بعضا ممن خرجوا محتفلين بهذا النبأ، هل يستحق منا الموت كل هذه البهجة والجبهة أيا كان الميت!! ثم ما الفائدة التي ستعود على (الثوار) جراء خبر مقتل سيف العرب أو عروبة الذي لا يعرفه الليبيون اصلا ولم يظهر على وسائل الاعلام قط ؟! أغلب الإجابات ذهبت إلى أن على القذافي أن يتذوق طعم الحسرة ويشرب من الكأس الذي أشربه للكثير من الليبيين بديكتاتوريته و تسلطه وظلمه.. قلت عندها قد يحزن القذافي لمقتل أحد ابنائه لكنه لن يكترث كثيرا ولن يضيره أو يضره كثيرا مثل هذا الخبر .. فمن يتجرأ على قتل الكثيرين من أبناء شعبه ويفتح حرباً عليهم لن تكون حسرته كبيرة على مقتل أي فرد اخر من العائلة الصغيرة أو الكبيرة عودوا إلى بيوتكم وخزنوا أسلحتكم ورصاصكم الذي طار في الهواء بلا فائدة لوقت الحاجة ..

دمتم
30/04/2011

الاثنين، ١٦ مايو ٢٠١١

ماشي "23" مسيرات بنغازي

مشهد المسيرات اليومية في بنغازي لا ينتهي بل انه بات جزءا من حياة الناس في تلك المدينة الثائرة .. يخرجون بالمئات وبالعشرات وأحيانا فرادى، المهم أن المشهد بات يشكل ثقافة في الشارع البنغازي ..
لليبيين أسلوب جميل في تأدية الهتافات والأهازيج في مسيراتهم وتظاهراتهم أعجبني كثيرا وصرت أنتظر أي تجمع ترتفع فيه تلك الأهازيج للاستماع اليها والاستمتاع في طريقة تأديتها فهم بدون تنظيم او تخطيط مسبق ينقسمون لفريقين كل منهم يرد على الاخر في شعارات تحمل ذات المعنى .. الفريق الاول يردد الشطرالاول من بيت الشعر أو الهتاف ليأتي الثاني بتكملته يدور كل ذلك بلا توزيع للأدوار ولا تنظيم للحوار وبارتجال منقطع النظير من بعض الشباب الذين يقودون تلك التظاهرات يصاحب كل ذلك تصفيق حاد منتظم مع كل مقطع من تلك الأهازيج ..

اذا استمعت لتلك الأهازيج لا بد ان تعلق في ذهنك إحداها واليكم نبذة مما علق في ذهني ومما تستمعون اليه كثيرا عبر الفضائيات :
يقولون :
دم الشهداء .. ما يمشيش هباء
زنقة زنقة دار دار .. ارحل عن شعب الأحرار
من طبرق لعند زوارة .. ما يدخلها هالجزارة
ليبيا حرة حرة .. والقذافي يطلع برا



والبقية تأتي
25/04/2011


الخميس، ١٢ مايو ٢٠١١

ماشي "22" زيارة جون ماكين

عندما زار السيناتور الاميركي جون ماكين بنغازي تهافت قادة المجلس الانتقالي للقائه .. كان يجلس في غرفة لقاءاته في فندق تبيستي ويدخل عليه قادة المجلس تباعا ابتداءا من رئيس المجلس السيد مصطفى عبد الجليل وكأن ماكين (وهو الذي لا يملك صنع القرار الاميركي) صاحب البيت وقيادات المجلس الانتقالي ضيوف عنده، موقف جعلني أستشعر ملامح الدولة الليبية الجديدة التي يريدها الغرب وبعض العرب !! والباقي عندكم

23/04/2011



الأحد، ٨ مايو ٢٠١١

ماشي "٢١" ليبيا - المشهد الأول

المشهد الأول بعد وصولنا للبوابة الشرقية لليبيا في الطريق إلى طبرق كان لسيارة شحن كبيرة محملة بصناديق من المشروبات الكحولية تم ضبطها من شباب (ثوار) قالوا إنها تتجه لطرابلس ولرجالات القذافي، تم تكسير تلك العبوات وإحكام ذلك بالمرور عليها بعجلات السيارات بطريقة فنية تلفت الأنظار مصحوبة بتكبيرات وتهليلات توحي بالانتصار على من أراد تهريب تلك الصناديق (كما قيل لنا)

تم منعنا من تصوير المشهد من قبل مسئول للمعارضة في المنطقة بحجة أنه قد يعكس صورة لا يرتضيها البعض في الغرب للمعارضة الليبية على الرغم من عدم ممانعة بطل القصة والرجل الذي عرف نفسه بأنه من سيطر على شحنة الخمر تلك، لا تعليق على المشهد وحيثياته لكنه أعطاني انطباعا وعائقا أساسيا ستعاني منه المعارضة الليبية كثيرا وهو التوفيق بين إرضاء الغرب الطامح والطامع وبين تلبية احتياجات وتطلعات شعب بمجمله محافظ على أصالته ودينه ويريد الانتقال لمرحلة جديدة بعد التخلص من ديكتاتورية القذافي ونظامه ..

15/04/2011

ماشي "20" ليبيا و التغيير

بعد دخول القوات الأجنبية على خط الصراع الليبي كنت أقف في منتصف الطريق بين القذافي ومعارضيه قبل وصولي لبنغازي وتحقيق رؤية أقرب لمجمل الأحداث .. والآن تتضح الصورة شيئا فشيئا في بنغازي لدينا ما يشبه الحكومة التي تتحرك بناء على إشارات تأتي من هنا وهناك ويبدو أن القذافي ونظامه لم يترك في بنغازي ما يشفع للتعاطف معه من أي من المواطنين هنا ..

ويختلف المشهد في طرابلس التي شهدت تركيزا نسبيا أكبر من سلطات القذافي في تنفيذ المشاريع والاهتمام بمتطلبات الحياة ويبدو واضحا أنه ترك مساحة واسعة للتعاطف معه والوقوف بجانبه ضد ما يصفه بالحملة الصليبية ضد ليبيا، ورصدت ذلك من خلال اتصالي ببعض الزملاء الصحفيين في طرابلس والذين قالوا إن القذافي يمثل عند بعض الأهالي هناك رمزا يصعب التخلي عنه أو انه استطاع كسب شيء من التعاطف نتيجة التحالف الدولي ضده وضد نظامه ..

يحزنني كثيرا القصف الذي يأتي من كتائب القذافي ضد ليبيين وأراضي ليبية ويحزنني أيضاً أن أرى التغلغل الدولي في صيغة تحالف يقصف أراض ليبية ويجد التهليل من الليبيين أنفسهم قبل غيرهم وكأنهم الخلاص الوحيد للمعارضة الليبية .. لا تحكموا على هذا الرأي بتجرده فما زال للحديث بقية ..

في الصورة البوابة الشرقية لليبيا عند معبر السلوم، تم تغيير ألوان العلم الأخصر بألوان علم الاستقلال وبقي الاسم الطويل الذي أراده القذافي حيث ينتظر (الثوار) الوصول إليه لتغييره كما يقولون ..

20/04/2011

الثلاثاء، ٥ أبريل ٢٠١١

ماشي "19" مؤامرة !!

بدأت الشكوك تحوم حول ما يجري في الشارع العربي وبدأت الأسئلة تطرح بكثرة حول الأسباب الحقيقية وراء تحركات الشعوب العربية ليس لأنها وصلت لسوريا الأسد بل لأنها تأتي بتوقيت متزامن وكأن بعضها يكمل الاخر أو يسعى لإيجاد تغطية إعلامية لمصلحة حركة شعبية أخرى أو ما شابه .. ولا حاجة هنا للتفكير كثيرا في ما وراء تلك الثورات العربية إذا كان لدينا إيمان عميق بسنة التغيير على هذه الأرض وبما قاله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "وتلك الأيام نداولها بين الناس"
لكن الزعماء العرب حتى وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة على عروشهم يرفضون إنصاف شعبهم ويقفون بجانب الغرب وتضخيم دوره الخارجي ولو بغير قصد من خلال إلقاء اللوم دائماً وأبدا على الاخر وتضخيم نظرية المؤامرة التي تجعل المواطن العربي يشك حتى في أبنائه وهم يتفاعلون مع تويتير وفيسبوك ليرى في كل مشاركاته وتويتراته التي تمثل رأيه الخاص فيما يدور حوله مؤامرة ينساق وراءها وكأن تلك الشبكات التي فتحت مساحات حرة ومثلت منبرا للتواصل تم إنشاؤها بغرض إثارة الشعوب العربية على حكامها وديكتاتورياتها القائمة ..

لا تذهبوا بعيدا بأفكاركم ولا تجعلوا مما يقال وما لايقال من أصحاب القرار العربي هاجسا يؤرقكم .. فالسر في تهافت أعداد كبيرة من الناس على هذه الشبكات يكمن في أنهم وجدوا ضالتهم بها فجذبتهم ضمن فريقين، الأول فريق رأى في تلك الشبكات مساحة حرة للتعبير عما شاء من آراء بلا قيود ومشاركة آخرين بها الأمر الذي لم يتوفر لهم في وسائل الإعلام التقليدية التي تحكمها سياسة خاصة مهما ارتفع سقف حرياتها، والفريق الآخر وقد يكون الأكبر هو الذي أصيب بحالة من الهوس لكثرة تداول اسم تلك الشبكات وتأثيرها سواء في وسائل الاعلام أو من خلال الأفراد والأصدقاء فأراد بداعي الفضول أو اللحاق بركب التواصل الاجتماعي رؤية تلك الشبكات من خلال المشاركة بها ..

الخلاصة، لا تتركوا مساحة الشك التي في عقولكم لتبحر بكم في عالم يريد البعض أن يضعكم به حتى تميلوا لتصديق مخططات وهمية لا أساس لها فتأخذكم أفكاركم من خلالها إلى مرحلة استعمار العقول .. ولا يوجد أخطر من تلك المرحلة التي يسيطر بها عدوك على عقلك وتصبح من شدة الخوف والحيطة تعتقد أنه السبب والمسبب لمصائبك وكوارث مجتمعك، وعندها يسقط العقل وقوة المنطق ليحل مكانهما قلة العقل ومنطق القوة ..

05/04/2011

الأربعاء، ٣٠ مارس ٢٠١١

ماشي "18" أرض اليوم في يوم الأرض

قبل خمسة وثلاثين عاما وقعت الانتفاضة الشعبية الأولى ضد الاحتلال الاسرئيلي بعد احتلاله فلسطين عام ١٩٤٨ كانت على شكل إضرابات واحتجاجات على نهب عدد كبير من أراضي الفلسطينيين عام ١٩٧٦.. سقط العشرات من الفلسطينيين وكان اليوم الذي أعلنه الفلسطينيون يوما للأرض .. لا فرق لدي ولدينا جميعا بين الفلسطيني داخل أراضي ٤٨ وخارجها أو في غزة أو الضفة أو أي بقعة من العالم، وما يقوم به الفلسطينيون أيا كانوا فهو يمس الفلسطينيين في كل بقعة في عالمنا ولذلك كان هذا اليوم ذكرى للفلسطينيين في كل بقاع العالم استجابة لنداء فلسطينيي الداخل و تضامنا معهم ..

اليوم بعد كل تلك السنوات يأتي علينا يوم الأرض في ظل انقسام فلسطيني داخلي وخارجي على أحزاب وفصائل قادت العمل النضالي لسنوات عدة لكنها لم تعرف بعد كيف تقود القضية وتوحد أطرافها .. سأختصر كثيرا في يوم الأرض لأسأل : متى ستكون هذه الأرض "فلسطين" هي الأساس لانتماءاتنا بعيدا عن كل معتقد أو إيمان بحزب أو فصيل أو بأسلوب خاص من أساليب النضال والتحرر ؟  متى سيجتمع الفلسطينيون ويتوحدون خلف جسد واحد وتنظيم واحد يحمل اسم هذه الأرض !؟..

إذا لم نتوحد خلف أرضنا وهويتنا كفلسطينيين أولا وقبل كل شيء فلن تقوم لنا دولة ولن نحقق أي نجاحات تذكر داخليا وخارجيا وسيلعن التاريخ كل قائد كان جزءا من هذه الحالة القائمة حتى الساعة ..


30/03/2011


الخميس، ٢٤ مارس ٢٠١١

ماشي "17" اليمن


عند لقائي بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح قبل ما يقرب من ثلاثة أعوام في القصر الجمهوري بالعاصمة اليمنية صنعاء (في لقاء خاص بقناة روسيا اليوم حينها) كان دائماً يركز عند سؤالي له عن الوضع الداخلي اليمني وما تشكله المعارضة اليمنية على نقطة واحدة ألا وهي أن المعارضة اليمنية لا تمتلك أدوات الحكم وأنها تعارض فقط للمعارضة ولا يوجد لديها البديل لما تعترض عليه في الحكم، وكأنه يقول إن المعارضة في اليمن لا يمكنها أن تصل لما هو أكثر من ذلك، وقد كرر ذلك في خطاباته المتوالية بطرق مختلفة فتارة يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتأجيج الشارع وحبك المؤامرات ضده وتارة أخرى يهدد أنه هو وحده فقط القادر على حفظ استقرار البلاد وإن رحل فلا مفر من حرب أهلية أو انفصال بلا أجندة واضحة، وكأن أمهات اليمن عجزن أن يلدن قائدا قادرا على إدارة البلاد ومواصلة مسيرة الوحدة بخطوات واثقة نحو تجاوز كافة العقبات والملفات الشائكة في اليمن "السعيد" !

اليوم يحاول الرئيس اليمني اللعب باخر أوراقه بعد إيمانه استحالة إكمال فترته الرئاسية كاملة كما دعى سابقا إبان انطلاق شرارة الثورة الشعبية في تونس ومصر، هذا التنازل المتمثل بمبادرة الرئيس إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بحلول نهاية العام الجاري بكل تأكيد سيعطي المتظاهرين في الشارع اليمني ثقة أكبر على تحقيق ما هو أكبر من ذلك وهو الرحيل الفوري للرئيس وبالتالي إسقاط النظام ورجالاته .. بهذا الإعلان عن مبادرة صالح الأخيرة تكتمل لدينا صيغة المعادلة الثورية المستنسخة من الحالة التونسية المصرية .. فحينما خرج الرؤساء السابقون هناك بدأنا بفهم الشارع ثم بإزالة هاجس التوريث ثم بالدعوة لمبادرات الانسحاب المشرف من كرسي الرئاسة لكن بعد فوات الأوان وبعدما اكتسب الشارع ثقة أكبر بتحقيق المطلب الرئيس من سيادة الرئيس .. 



الاثنين، ٢١ مارس ٢٠١١

ماشي "16" مشاهدات ث و ر ة ..


تونس : معاناة شعب وفقر اختلط بفساد وظلم من رأس الدولة وحكامها، أحرق البوعزيزي نفسه احتجاجا وتذمرا من ممارسات لم يطقها فاشتعل الشارع التونسي وأطاح بنظام بن علي ..
مصر : احتقان شعبي ومعاناة وفساد مالي وإداري وظلم حاق بالشعب من نظامه اختلط بثورة اتصالات وإعلام وشباب استطاعوا تأجيج الشارع فأطاحوا برأس النظام ورجالاته ..
البحرين : غضب شيعي لتهميشه ومطالبات بحقوق مشروعة اختلط بتدخلات إقليمية واحتقان طائفي طغى على ثورة الشارع، اختلفت الآراء، لم يرضى الشيعة بما قسم لهم ولم يشاءوا استثمار تلك المساحات سياسياً .. احترق الشارع وفقدت السيطرة فاستعان الملك بجيرانه فلبوا النداء وأطاحوا بثورة الشارع ولؤلؤته.. لكن التوتر لم يهدأ بعد.. 
ليبيا : اشتعل الشارع الليبي مطالباً برحيل زعيمه الأوحد بعد فترة حكم هي الأطول في العالم، لم يشأ الزعيم فهم شعبه فخرج رجالاته عن طوعه، دخل السلاح فسالت الدماء، تحركت أيادي إقليمية بتأجيج صراع مسلح فغابت السلمية لتنحرف معادلة التغيير لصالح الطرف الأقوى، استدرك الغرب أن في تلك الأرض خير كثير فهب "لنصرة الشعب" كما قال، ولنهب زيته الأسود وخيراته كما لم يقل.. فقدت الثورة بريقها ولم يعد الثوار ثواراً ..
اليمن : انتفض شباب اليمن ضد الفقر و سعيا للتغيير على غرار شعوب نجحت في تحقيق ذلك، رفض القائد التنحي قبل انتهاء ولايته الأخيرة فلم يقنع الشعب بذلك فقمع أحياناً وثار أحياناً.. سالت الدماء وتكرر المشهد القاتم لحاكم يقمع شعبا ثائر، لم يتفق بعد ثوار الأرض على قائدهم في ظل اختلاف اتجاهاتهم بين انفصال وقبلية وطائفية.. لكن انسلاخا في جسد النظام وجيشه بات ينبأ بانتصار ثوار اليمن ..
سوريا : محاولات خجولة لأيام غضب خرجت بعفوية في جنوبها لم يتعامل النظام معها بشكل يرتضيه أولئك الذين كسروا جدار الصمت في تلك البقعة التي تحكمها شريعة الأسد ، ولأن النظام كرر أخطاء غيره فسيبقى الشعب ثائرا حتى إشعار اخر قد تزيد ثورته وقد تنقص بإيمان أهل البيت انهم قادرون على إحداث تغيير مطلوب إن لم يستجب لهم النظام ويحقق لهم ما أرادوا ..
فلسطين : خرج شباب يقبع تحت احتلال صهيوني وتحت انقسام داخلي في انتفاضة ضد فصائل احتكرت القيادة وقسمت العباد والبلاد، وبخلاف الثورات السابقة، ثاروا لإحياء النظام هذه المرة وتوحيد قيادتهم و وضعها عند مستوى مسئولياتها تجاه الشعب والقضية الفلسطينية، سيواصل المستفيد من الانقسام فقط قمع هذه الثورة، باستمرار شباب فلسطين بثورتهم ستزال الأقنعة وستتضح إجابات كثيرة..
ملاحظة : يلعب الإعلام و وسائله دوراً أساسيا في تأجيج تلك الثورات وتوجيه الأنظار إليها وتحريض الشعب على الخروج بها، أو إخمادها وعدم التركيز على فعالياتها وأحداثها وبالتالي إعطاء الفرصة والمساحة لنظام يراد له البقاء في قمع معارضيه ونشطاء ثورته .. 



دمتم أحرارا..

إبراهيم خضرة 
21/03/2011



الأحد، ٢٠ مارس ٢٠١١

رسائل لثورة فلسطين ضد انقسامها - ٣ - واحد..اتنين..الصحافة فين !؟


هل سيطرت حماس على قطاع غزة أرضا وشعبا وحتى صحافة وإعلاماً ؟! سؤال راودني كثيرا بعد أحداث اعتداءات عناصر حماس وشرطتها على تظاهرات الخامس عشر من مارس آذار وما بعدها والتي لا تنادي بإسقاط حماس إنما بإنهاء الانقسام بسلمية مطلقة شاهدها وشهد عليها كل من كان في شوارع قلب مدينة غزة في ذلك اليوم .. 

كنت على اتصال مع شباب شاركوا في التظاهرات .. وعلى متابعة دقيقة لتغطية الفضائيات العربية حول ما يجري في غزة وبحثت عن صور لاعتداءات فلم أجد سوى لقطات جاءت من هواتف محمولة لما جرى ويجري وأيقنت عندها وجود حالة من القمع أو الرقابة الشديدة يخشى بعض الصحفيين والمراسلين حتى من الإشارة لها ..
اليوم خرج الصحفيون عن صمتهم أخيرا بعد الاعتداء الصريح على مكتب وكالة رويترز في غزة الذي لم يجد له ناطقوا حماس في غزة ردا واختاروا الصمت على سؤالهم حول ذلك ..
لم أتوقع كل ردود الفعل تلك من حركة كان من المفترض أن تكون النموذج الأفضل لممارسة الإسلام السياسي بمبادئه وجوهره الأصيل رغم كل التضييقات التي مورست بحقها، لا يستطيع أحد من أبناء الشعب الفلسطيني المزاودة على ما قدمته هذه الحركة المقاومة من تضحيات عندما كانت تتصدر جبهة المقاومة ضد المحتل الغاصب لكننا اليوم نرى بوصلتها تنحرف نحو ترسيخ سلطتها في غزة بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة وأرجو أن يعود رجالاتها لصوابهم ويضعوا حدا لتصرفات أبناءها وأنصارها قبل فوات الأوان ..

دعوة لكل الأصوات المنادية بإنهاء الانقسام والمطالبة بالوحدة الفلسطينية .. عليكم مواصلة المشوار الذي بدأتم به في غزة والضفة الغربية وعلى أصواتكم أن تكون الأعلى دائماً والحاضرة في كل الفعاليات الوطنية ..
ودعوة أخرى لحركة حماس وسلطتها في غزة لا تكرروا أخطاء ديكتاتوريات عربية سقطت بحكم الشعب وإرادته وطبقوا الشعارات التي تنادون بها .. كونوا رحماء بأبناء شعبكم أشداء على عدوكم المشترك فقط وتذكروا قوله تعالى " ولو كنت فضا غليظ القلب لأنفضوا من حولك" 

19/03/2011




الثلاثاء، ١٥ مارس ٢٠١١

رسائل لثورة فلسطين ضد انقسامها - ٢ - الحذر


لن تقف حكومتي الضفة وغزة مكتوفة الأيدي على مظاهر الاحتجاج التي سيشاهدونها في ميادين اعتادوا أن يجدوا فيها أنصارا تهلل لهم ولقياداتهم حتى وإن كانت حركة الاحتجاج لا تثور عليهم بشكل مباشر إنما تقف ضد أحد مسببات حكمهم وضد حالة كانوا سببا رئيسيا في إحداثها على الأرض وهي الانقسام .. لكنهم كانوا دائماً يتباهون بتجديد بيعتهم من أنصار طالما وقفوا في تلك الميادين، واليوم يخرج عليهم أنصار فلسطين الذين ستزأر حناجرهم بنداءات الوحدة الفلسطينية بعيدا عن شعارات التمجيد والتأييد لفصائل وشخوص عصفت بقضيتهم إلى أدنى مستوياتها ..
ستشهد الثورة الفلسطينية محاولات لقمعها ولكن بأسلوب غير مباشر حيث  ستظهر حماس أنها تقف مع هؤلاء المتظاهرين وستنشر أنصارها براياتهم الخضراء وتحاول تزعم الموقف بكلمات قيادييها، وقد تقوم فتح بالخطوة ذاتها في القادم من الأيام ليظهر الأمر وكأن الشعب وقياداته يثور ضد الانقسام ذاك الكائن المجهول الذي يستنكره ويتنكر له الجميع.. هو موجود بيننا يسير في شوارعنا وبين أبناء شعبنا لكن من أعطاه تأشيرة الدخول لأراضينا تنكر له الان وحار الجميع في كيفية التخلص منه ..
موقف حركة حماس في الخروج اليوم في تظاهرات الخامس عشر من اذار براياتها وشعاراتها يذكرني بموقف الزعيم الليبي معمر القذافي وخروجه مع المتظاهرين في أول أيام الثورة وتصريحه لهم بأنه ليس رئيساً لهم حتى يثور الشعب ضده إنما هو رمز من رموز الشعب وسيقف معهم معترضا ومحتجاً على حالة الفقر والفساد الذي تسبب بها .. وهكذا تتعامل قيادات حماس وفتح للأسف الشديد مع شباب الثورة الذين قرروا الخروج ضد الانقسام ومع الوحدة الفلسطينية ..

لقد أثبتت سياسة التخلي عن المسئوليات وإلقاءها على أطراف أخرى فشلا ذريعا في التعامل مع مسببات أي ثورة .. هذه السياسة ستعود بمزيد من الشحن على الشعب وثورته وسيشعر حينها أن هناك استخفافا بعقله واستهتارا بمطالباته .. فالحذر كل الحذر لجميع أبناء شعبنا المناضلين والذين عقدوا العزم على الخروج في مسيرات واعتصامات ضد الانقسام .. اصبروا على تحقيق أهدافكم ولا تسمحوا لأحد من أنصار فتح أو حماس أم يدخلوا بينكم براياتهم الحزبية والفصائلية أو شعاراتهم التي مللنا سماعها .. كونوا يدا واحدة ولا تسمحوا لأحد باختراقكم واختراق مطالبكم ومطالباتكم ..

دمتم أحرارا
15/03/2011


الاثنين، ١٤ مارس ٢٠١١

رسائل لثورة فلسطين ضد انقسامها - ١


حتى ننجح بتحركاتنا نحو الهدف المشترك لكل أبناء فلسطين بمختلف أماكن تواجدهم علينا : 
- أن نكون يدا واحدة باصطفافنا جميعا ومعا في الخامس عشر من مارس آذار يوم الثلاثاء القادم ..
- أن يخرج كل منا مع من استطاع للخروج سبيلا من أهل بيته شبابا، رجالا، نساء وأطفال ومن استطاع من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وكافة أطياف الشعب فخروجنا بهذا الشكل سيحرج كافة الأجهزة الأمنية التي تنوي قمع الاحتجاجات إن كان هناك أي نية مبيتة لذلك ..
- أن نرفع العلم الفلسطيني وفقط العلم الفلسطيني وأن نبتعد عن أي لون فصائلي اخر ..
- أن نبتعد قدر الإمكان عن التأطير والتكتل خلف المجموعات الفيسبوكية التي كنا شاركنا وتفاعلنا بها خلال الأيام الماضية وأن نؤمن جميعا أننا خرجنا متوحدين من أجل نداء الوحدة الفلسطينية ..
- أن نحرص على التواجد المكثف في مجموعة مشتركة واحدة وفي موقع واحد بعيدا عن التشرذم في حلقات متباعدة كل فرد حول أصدقاءه فتباعدكم يسهل اختراقكم وتشتتيكم ..
- أن نتجنب كل دعوات مثيري الشغب ومن يراد لهم أن يكونوا طابورا خامسا في مثل هذه الفعاليات لتحقيق أجندات خاصة وأن نتجنب كافة الشعارات والأفعال التي تثير استفزاز عناصر الأمن من الطرفين ..
- أن نعقد العزم ونعاهد أنفسنا على الاستمرارية في الاعتصام في الساحات والميادين المتفق عليها ويفضل التركيز والتجمع في ميدان رئيسي واحد لكل مدينة حتى يكثر تعداد الحشود ويصعب تفريقها ..
- أن نجعل من ميادين الاعتصام والتجمع شعلة حياة ومجتمع لنموذج مصغر من دولة فلسطين الموحدة البعيدة كل البعد عن التعصب الحزبي والفصائلية المقيتة وأن نظهر معاني التكاتف والتكافل الاجتماعي بأبهى صوره ..
- أن نصبر على تحقيق أهداف ثورتنا وأن نملك نفسا طويلا لذلك فلا تتوقعوا أن يتحقق ذلك في ليلة وضحاها ..
- أن نعي تماما وبشكل واضح أن عددا كبيرا من الفصائل والشخصيات الفلسطينية ستحاول استغلال هذه الثورة لتحقيق مصالح حزبية وخاصة فلا تستمعوا لنداءات تصب في مصلحة أفراد أو فصائل ولنتذكر دوما أن فلسطين أكبر منا جميعا ولها نخرج في هذه الايام ..

سنكون معكم دائما وأبدا .. قلبا وقالبا .. 
دمتم أحرارا متحدين وحفظ الله الشعب الفلسطيني 
إبراهيم خضرة 
14/03/2011

الأربعاء، ٩ مارس ٢٠١١

ماشي "16" بكرة بيذوب الثلج وبيبان المرج

"بكرة بيذوب الثلج و بيبان المرج"
مثل شعبي فلسطيني أو عربي يحاكي تماما الحالة الفلسطينية الراهنه وما يحيطها من ضبابية .. كل القيادات الفلسطينية تدعو لانهاء الانقسام بما فيها قيادات فتح وحماس حتى اختلط على كل فلسطيني ما يجري ومن المتسبب في تواصل حالة الانقسام وعدم الجلوس على طاولة المصالحة الفلسطينية بورقة فلسطينية تراعي مصالح الشعب وتوحد شطري الوطن بلا أي تدخل لأجندات خارجية لا تراعي سوى مصالحها الخاصة في النهاية !!

بالأمس وفي لقاء صحفي حضرته هنا في لندن قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه مع التظاهر والدعوة ضد انهاء الانقسام وإنه قدم كل شيء لانجاز استحقاق الوحدة الفلسطينية ولم تنجح كل جهوده في سبيل تحقيق ذلك .. وقرأت تصريحات لمستشار اسماعيل هنية رئيس حكومة غزة الدكتور أحمد يوسف جاءت في نفس الاطار المنادي لانهاء الانقسام .. إذا أين الخلل ومن هو المتسبب في ترسيخ حالة الانقسام هنا وهناك !؟

الجواب سيظهر في الخامس عشر من مارس اذار عندما ينتفقض كل فلسطيني ويخرج للشارع كاسرا لجدار الصمت الذي ارتسم لا إراديا بتقسيم شطري الوطن وتشكيل حكومتين لشعب بلا دولة .. هذا الجدار ينتظر أبناء فلسطين لإزالته ووضع قيادات فتح وحماس أمام مسئولياتها، إذا أردنا كشف هوية المتخاذلين والتابعين لأجندة خارجية فلنخرج في الخامس عشر من اذار مارس أي يوم الثلاثاء القادم .. عندها سنكون قادرين على إذابة الجليد في ملف المصالحة وعندها سنضع قياداتنا أمام مسئولياتها الوطنية .. وعندها سيذوب الثلج ويظهر المرج ..

09/03/2011
إبراهيم خضرة



ماشي "15" مارس/ اذار .. وانتفاضة فلسطين

يقترب منا موعد الخامس عشر من آذار وأحببت في هذا العدد رقم ١٥ من سلسلة ماشي أن أواكب مع كل من يقرأ هذه الكلمات موعدا سيقرر فيه الفلسطينيون مصير قضيتهم التي أرهقها وأرقها انقسام أبناءها واختلافهم واقتتالهم حتى باتت تظهر أمام العالم أجمع بهيئة الجسد النحيل المتآكل الذي لا حول له ولاقوة بسبب جرثومة سرطانية تفشت بداخله حتى باتت تأكل وتنخر في أطرافه وأعضائه..
قرر الفلسطينيون أن يتحركوا وينتفضوا في الخامس عشر من آذار مارس ليس لإسقاط النظام بل لإحيائه من خلال إعادة التحامه ووحدته ومن أجل إماطة اللثام وكشف الطرف الذي يعيق كل التحركات الهادفة للمصالحة الوطنية وعودة الروح للجسد الفلسطيني المتحد ومن ثم للقضية الفلسطينية ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار تأتي من الشعب الفلسطيني وشبابه بعيدا عن الأيادي الخفية التي يتذرع بها البعض ويتهمها بزعزعة استقرار مزعوم ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار سيستعيد بها الشعب الفلسطيني روحه التي شتتها الانقسام وحجم دورها الريادي الذي أدرج كلمة الانتفاضة في قاموس اللغة وعلمها لشعوب العالم التي تنادي بالحرية والاستقلال ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار ستضع قيادات السلطة في الضفة وغزة أمام مسئولياتها الوطنية وستسقط من خلالها أوراق التوت عن كل من وضع العقبات في طريق المصالحة الوطنية الفلسطينية ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار ستقول للجميع أن للشعب دور أساسي في صياغة مستقبله وستجعل من خلافاتنا نقطة الانطلاق نحو حوار يقودنا للحل ولتطوير أجندتنا في مواجهة المحتل ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار سأدعو لها وسأخرج معها وأدعمها و سأقول لكل متعصب لفتح أو حماس كفاكم دعما لفصائلكم على حساب وطنكم .. فلسطين أولى بكم وبدعمكم قبل أي شيء وتأكدوا أننا بوحدتنا فقط سنكون قادرين على تجاوز مؤامرات المحتل، لا أدري ما الذي يثنينا عن الانقسام وجميعنا يؤكد دوما على أن الاحتلال الاسرائيلي هو المستفيد الأكبر من حالة التشرذم الفلسطيني والنتيجة العكسية لذلك أن الاحتلال سيكون الأكثر خسارة وكيدا من الوحدة الفلسطينية .. السلاح والقرار بيدنا لإذاقة المحتل الهزيمة ولو كانت معنوية بتوحدنا جميعا

أنا مع الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار ضد الانقسام  لأنني فلسطيني .. وفقط 


إبراهيم خضرة
09/03/2011

الجمعة، ٤ مارس ٢٠١١

ماشي '١٤' مصائب قوم

عند متابعة ردود الفعل لقيادات القوى الإقليمية على الانتفاضات الشعبية الحاصلة في محيطنا العربي، نتيقن تماماً أننا سنبقى محكومين لإملاءاتهم وسياساتهم التي تفرض علينا حتى ونحن في أوج لحظات تحررنا من ديكتاتورية الحكم في بلادنا .. نعم لقد كسب الشعب العربي ثقة كبيرة بنفسه وبقدرته على إحداث التغيير في مجتمعه لكنه لم يكسب ثقته بعد بقدرته على بناء كيان مستقل بذاته وبقدراته و كفاءاته بعيدا عن التدخلات والاملاءات القادمة من هنا وهناك لترسم لنا خارطة طريق حتى  لثوراتنا التي خطها الشعب بإرادة ذاتية، ومن المضحك المبكي في أحداث الانتفاضات الشعبية ما شهدناه ونشهده من حالة التناغم الغريبة المريبة معا بين قوى إقليمية كالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبين أقطاب المعارضة في الشارع العربي  التي طالما انتقدت أنظمتها المتنحية أو المخلوعة على صيغة تعاملها وتبعيتها للغرب والولايات المتحدة، بدأت المعارضة الان تنتظر دورا أكثر فاعلية من الإدارة الأمريكية بل وباتت تستنجد بها لحماية ثورة الشعب وضمان عدم الالتفاف عليها وهم الذين كانوا يضعون الولايات المتحدة والغرب وسياساته المنحازة لإسرائيل في صفوف العدو الاكبر للعرب والمسلمين ..
في خضم أحداث ليبيا قال لي أحد الأصدقاء الليبيين إن (الشعب الليبي) ينتظر الرد الأمريكي على ما يجري وفي حال رفعت الولايات المتحدة يدها عن القذافي فاعتبر أن الأمر محسوم للشعب و سيرحل العقيد عندها .. قلت له عندها : إذاً هي ثورة خائفة وإذا انتظر كل ثائر إذناً أو أمراً للانطلاق نحو هدف ثابت ومحدد لثورته فلا يكون ثائرا عندها، فالبركان عند ثورته لا يعطي إشارة لأحد ولا ينتظر إشارة من أحد يبدأ بنشاط بركاني ثم ثورة تأكل الأخضر واليابس والفرق هنا أن الشعب يبدأ بنشاط شعبي ثم ثورة تنتظر من يستثمرها.. ولا أطلب هنا من ثورات شعوبنا العربية أن تأكل الأخضر واليابس بالمعنى المطلق للنشاط البركاني، إنما أن تسعى لتحقيق مطالبها العادلة اعتمادا على إرادتها وليس استجابة وتوجيها من أحد ولدينا كفاءات قادرة على إحداث التغيير ولنا في مصر وما جرى بها مؤخرا خير مثال ..

الخلل والفارق هنا يأتينا من محاولات الغرب وسعيه نحو خلق حالة توافق بين علاقاته التاريخية مع هؤلاء الزعماء العرب ومصالحه في المنطقة وبين خيار الشعب ونداءات الديمقراطية التي طالما تغنى بها .. ويبدو ذلك جليا من ارتفاع نبرة تصريحات الغرب تدريجيا مع فقدان حلفائهم السيطرة على غضبة الشارع المنتفض حتى تصل أخيرا لدعوات التنحي وفتح الخطوط مع أقطاب المعارضة لاستثمار  تلك الحالة قدر الإمكان لصالحهم ومصالحهم أولا وقبل كل شيء ليتحقق المثل القائل (مصائب قوم عند قوم فوائد) 


إبراهيم خضرة 
04/03/2011



الأحد، ٢٧ فبراير ٢٠١١

ماشي "13" وتلك الأيام


لماذا يقنع رؤساء و وزراء وأصحاب سلطة في الشرق والغرب بفترة حكمهم المؤقتة بفترة زمنية تم اختيارهم او انتخابهم فيها ثم ينسحبون بهدوء ليخلفهم غيرهم على رأس دولهم ومناصبهم !؟ ولماذا لا توجد لدينا نحن العرب تلك الثقافة التي يتم بها تداول السلطة بلا أي حرج أو عرج ؟! سؤال مشروع جداً في هذا التوقيت الذي اختارته الشعوب العربية لإعلان شغفها نحو التحرر من استعمار من نوع اخر بأيدي أسماء وشخصيات احتكرت السلطة والسلطات لعشرات السنين ولم تعي أن التغيير من سنن الحياة التي قال فيها سبحانه وتعالى "وتلك الايام نداولها بين الناس " ومن غرته شعبية زائفة وغفل عن هذه السنة فستدور عليه دائرة التغيير من حيث لا يدري والأمثلة كثيرة في هذا الاتجاه آخرها ما تشهده الساحة العربية من انتفاضات وثورات نحو التغيير تحققت بعدما اكتسب الشعب ثقة سلبت منه بحكم استعمار ذوي القربى للعقل العربي وإقناعه دوما بأنه مسير لا مخير ..
على كافة القيادات العربية أن تعي جيدا أن التغيير سنة من سنن الله في الأرض وحتى نكسب احترام شعوبنا لنا ونفرضه على غيرنا من الأمم فعلينا أن نستجيب لتلك السنة وأن نستمع جيدا لنداءات تأتي من شعوب استرجعت ثقتها بنفسها وبما تملك من قدرة على إحداث التغيير في مجتمعاتها .. فأن تستجيب لنداءات شعبك أفضل بكثير من الاستجابة لدعوات التنحي القادمة من الغرب الذي يسعى لتحقيق أكبر قدر من مكاسب الثورات العربية ..(وهذا ما سأمشي عليه معكم في ماشي ١٤)

ابراهيم خضرة
27/02/2011


الاثنين، ٢١ فبراير ٢٠١١

ماشي "12" من القائد ؟!


ماشي ١٢ من القائد !
قد أجد حولي ثلة من الأقران يؤمنون بما أملك من موهبة وشخصية أحترمها فيحترمونها وقد أصل مع بعضهم لدرجة التأثير والقدوة، وقد يرشحونني لزعامتهم في مشاريعنا الخاصة، وقد أجد عددا أكبر من المعجبين الذين يحبون  ما أكتب ويطربون لمشاهدة وسماع أخبار العالم بتقديمي وصوتي كل ذلك لا يعني شيئا في منظومة التأثير الاجتماعي إذا شاب كل ذلك فكرة استغلال تلك القدرات لأغراض شخصية خاصة تخدمني أنا فقط بعيدا عن كل أولئك الداعمين والمؤيدين فهم جميعا وبلا استثناء قد ينقلبون ١٨٠ درجة على شخصي وأفكاري إذا وجدوا أنني أهمشهم وأضع نفسي في موقع طرف اخر وليس جزءا من منظومة تكافل اجتماعي تربطني بهم ... وما شاهدناه من انقلاب شعوب كانوا في طليعة المؤيدين لحكامهم يوما ما ويتمنون فرصة تجمعهم بهم ليحظون بشرف اللقاء أو صورة للذكرى والتاريخ، تغير المشهد تماماً فقط عندما وضع الحاكم نفسه في قصر عاجي وفي طرف منفصل تماماً  بعيدا عن تطلعات شعبه واستغلالا لهم ولصمتهم الذي لن يطول قطعا إذا ما اجتمعوا على ذلك .. 
خيط رفيع جداً يفصل بين الاستغلال والاستثمار الإيجابي لمنظومة التكافل الاجتماعي 
وخيط رفيع جداً جداً يفصل بين الثقة بالنفس والغرور الذي يلقي بأصحابه دوما في غياهب الكره والنسيان .. 




دمتم 
إبراهيم خضرة 
20/02/2011

الجمعة، ١٨ فبراير ٢٠١١

ماشي "11" ثورتنا


الشعب الفلسطيني بطبيعته ثائر منذ نشأة قضيته التي طالب دوما من خلالها باستعادة أرضه و إنهاء الاحتلال فلم يستجب العالم لنداءاته و ثوراته وانتفاضاته التي هبت تباعا وأزاحت الستار عن غطرسة المحتل وكشفت ممارساته العنصرية ومطامعه في استباحة الدم الفلسطيني وسلب أرضه .. هدأ الشارع الفلسطيني كثيرا في مرحلة ما بعد الانقسام وعرف الكيان الصهيوني من أين تؤكل كتف الشعب الثائر عندما شغل قياداته التي لم تشهد القضية أسوأ من إدارتها لمعادلة الصراع مع المحتل شغلها بإحكام سيطرتها على ما تملك من سلطة لم تجلب لنا سوى العار والويلات في الآونة الأخيرة .. 

هبت رياح التغيير في المنطقة فصار لزاما على الشعب الفلسطيني أن ينتفض وهو في قلب المنطقة العربية بل هو قلبها الذي طالما أشعل الشوارع العربية والعالمية تأييدا لمقاومته ودعما لحقوقه المشروعة .. لم تنجح جهود الوساطة من أشقائنا العرب فلم يبقى سوى جهود الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج ومن يقف أمام إرادة الشعب فليأخذه الطوفان الشعبي الذي أزاح ديكتاتوريات جثمت على صدور مواطنيها لعشرات السنين فلم يرحم الطوفان ما قدموه لشعوبهم ولم يحفظ لهم التاريخ سوى أن الشعب قرر إزاحتهم طلبا للتغيير والحياة الكريمة، وفي النموذج الفلسطيني نجد قيادات اليوم لأكبر فصيلين تاريخاً وشعبيةً ونضالاً يلطخان عقودا من مقاومة المحتل والتضحيات التي طالت رجالاتهم وقياداتهم وجهدا كبيرا لا ينكره أحد سعيا للتحرر وبحثا عن الدولة المستقلة التي طال انتظارها؛ يلطخان كل ذلك في انقسام لم نشهد له مثيلا في تاريخ القضية الفلسطينية، انقسام جعل مما تبقى من أرضنا شطرين وجعل من أبناء فلسطين فريقين ..

آن الأوان لإنهاء هذه الحالة الدخيلة على ثقافة كل فلسطيني 
آن الأوان لاقتلاع فتنة واستئصال عضو سرطاني من الجسد الفلسطيني 
آن الأوان لإعادة الحياة والروح الواحدة لشعب يهوى الحرية ويبحث عن العيش الكريم 
وآن الأوان لهبة شعبية تيقظ قياداتنا من سبات طال أمده وإن لم يستجيبوا فلا مكان لهم بيننا، وليحكم الشعب بين أحدهما أو ليختار من يراه أهلاً لقيادة شعب يستحق الأفضل دائماً 

وحتى تنجح انتفاضة شعبية ترفع شعار الوحدة الفلسطينية فعلى أصحاب كل مبادرة تسير في هذا الاتجاه أن يتحدوا ويكونوا يدا واحدة ويعلنوا انطلاقة موحدة بين شطري الوطن  وفقط .. لا يهم أن يتزعمهم أحد أو ينطق باسمهم اخر فالشعب وحده قادر على قيادة نفسه بنفسه نحو التغيير وبغير ذلك ستضيع كافة الجهود المبذولة بين مطامع شخصية تطمح لبطولات خاصة وبين عصا سلطتي غزة ورام الله، وتذكروا جميعا انتفاضة الحجارة الباسلة التي خرج بها شباب ثائر دفاعا عن وطنه وحقه المسلوب أمام دبابات واليات الاحتلال لم يحكمها أو يتحكم بها أحد إلا رجالاتها وثوارها، التنظيم مطلوب ممن تطوع لعمل ذلك لكن الحذر كل الحذر من زخرفة الثورة وتحميلها صفة رسمية وكأنها تنظيما يسعى لكسب أصوات شعبية .. فالثورة إن تجردت من شعبيتها وتفرغت من تعبئتها الشعبوية بمبادرة ذاتية من أهلها فستسقط في مهدها وستكون بمثابة مسيرة تنتهي بنهاية اليوم ..
ماشي !!  للحديث بقية ..  

دمتم أحرارا 

إبراهيم خضرة 
18/02/2011