هي لحظات ستبقى في التاريخ وللتاريخ وسيذكرها المستقبل في المستقبل
الحادي عشر من فبراير شباط عام 2011
قال الشعب المصري كلمته وضرب شبابه أروع نموذج للثورة السلمية ضد القمع والاستعباد من نظام لن أستطرد كثيرا في تعداد خطاياه فالأهم هنا أنه رحل وبلا رجعه بعد ثورة ثمانية عشر يوما فقط تخللها الإصرار على مطالب شرعية لم تأت من أحزاب معارضة وصفت دوما بالكرتونية ولم تتمكن رغم جعجة قادتها في مختلف وسائل الإعلام من حشد ولو جزء يسير مما شاهدناه ونشاهده في ميدان التحرير ومختلف المدن المصرية لتأييدها، استطاع الشباب المصري عندما تمكن من توحيد كلمته و وجد مساحة حرة له في ميادين وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة استطاع تحقيق ما عجز عنه اخرون على مدى سنوات مضت .. انطلق الشباب وأطلق صوته عاليا فالتف حوله الشعب بأسره
مصادفة..
تصادف إعلان تنحي مبارك مع وجودي عند صديق عزيز مصري الجنسية كان يتابع الأحداث عبر الفضائيات وقبل الإعلان بلحظات كنت معه في مكتبه نناقش سيناريوهات المرحلة المقبلة .. قطع البث وتحولت كل الفضائيات إلى التلفزيون المصري وإعلان عمر سليمان الذي قد يكون أقصر بيان رئاسي في عدد كلماته على الاطلاق لكنه بلا أدنى شك الأقوى والأكثر تأثيرا منذ انطلاق الثورة المصرية، أعود إلى صديقي العزيز الذي كان مناصرا ومؤيدا بشدة للتغيير في مصر ومع ثورة الشباب الأحرار هناك منذ إطلاقها .. جاء الإعلان عن تنحي مبارك .. تبادلنا النظرات التي رسمت علامات مختلطة بين الذهول والصدمة والفرح والخوف، نظرات لن أنساها .. شعرت عندها أنني أقف أمام الشعب المصري بأسره بمختلف أطيافه.. ضاعت الكلمات وسألته بعد سيل النظرات الجارف هل أبارك لك ولكل مصري ؟! لحظات من الصمت تلت السؤال .. فاجأني بعدم إظهار فرحة على وجهه على الرغم من أنه كان ممن ينتظر هذه اللحظة كغيره من المصريين الأحرار .. قرأت من عينيه حزنا على مصير قائد مصري رحل بكل مساوئه لكنه يبقى مصري .. قرأت حزنا في عينيه من سيل الشتائم والشماتة في أبواق إعلامية وشخصيات عدة تربصت كثيرا برأس مصر على مدى ثلاثين عاما .. قرأت أيضا ترقبا وحذرا مما ستحمله الأيام القادمة لمصر ومستقبلها، كل ذلك مغلف بفرحة كبيرة لم تظهر على وجهه إلا لبضع ثوان .. قلت له مبروك التغيير وقلت لنفسي هذا هو النموذج الأمثل الذي أرجو أن أراه في كل مصري بعد انتهاء أفراح النصر بالحرية
لكل مصري / لا تجعلوا أفراحكم تنسيكم مصر وما ينتظرها من مرحلة مهمة تحتاج لسواعدكم جميعا لبناءها من جديد
"و لكل من يهوى الشماتة / الرئيس السابق مبارك يبقى من القوم دعوا الجدل و "ارحموا عزيز قوم ذل
دمتم أحرارا
11/02/2011

هناك ٦ تعليقات:
بجد مقال رائع يا ابراهيم للامام دائما
احييكم استاذ ابراهيم واحيى عروبتك ووطنيتك وحرصك على مصر واقول ان مصر دائما ولادة فقد انجبت الكثيرمن الابطال ولازالت قادرة على العطاء واتمنى لكم دوام التوفيق
لكم منى التحية وللامام دائما واذكرك بقول الشاعر (ورجالى لو انصفوهم لسادوا.... من كهول ملئ العيون ومرد)
فمصر حرة برجالها طالما هناك من يستطيع ان يقول (لا )
اشكركم جميعا على تفاعلكم معي وأرجو لكم ولمصر وشعبها ك التوفيق والسداد
ابراهيم، مقال رائع، اشاركك الراى و حاولت توصيله للكثير..
هل تمانع ان اذا ما نشرته على الFacebook؟
شكرا هند أكيد تفضلي بنشره مشكورة مع الحفاظ على اسم الكاتب .. وشكرا على التفاعل مجددا
إرسال تعليق