أفهم جيدا وأتفهم كثيرا أن ديكتاتوريات عربية كقذافي ليبيا وأسد سوريا وصالح اليمن وغيرهم لم يقدموا لشعوبهم الكثير حتى تقف معهم وتساعدهم أو تخلصهم من أزمات الحكم ودعوات المعارضة ضدها، بل ساهمت في شحن تلك الشعوب ضدها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من خلال القمع وسياسة الإغلاق والتضييق ضد الحريات ونحوها حتى جاءت لحظة الانفجار الذاتي أو المصحوب بوسائل ساهمت في انتشاره وتعزيزه .. فأنت عندما تملأ بالونا بكمية من الهواء وتواصل شحنه وتعبئته باستمرار فلا بد أن ينفجر بإحدى وسيلتين، الأولى: أن ينفجر بذاته لوصوله لمرحلة عدم استيعاب كميات إضافية من الشحن على نظرية (كثرة الضغط تولد الانفجار) كما حصل في تونس ومصر، والثانية: أن تأتي يد خارجية بـ "دبوس" صغير فتعجل عملية الانفجار من خلال ثقب صغير قد لا يعطي له الساسة اهتماما من خلال ثقتهم المفرطة بأن تلك الشعوب لا قدرة أو طاقة لها للانفجار في وجه الاستبداد القائم ..
ولكل ذلك حل بسيط استطاعت بعض الدول التي ظهرت بها بوادر انفجارات شعبية الإتيان به وتطبيقه من خلال تخفيف الضغط والشحن القائم أصلا منذ سنوات حتى تقطع أي طريق على الأيادي الخارجية و "دبابيسها" وبالتالي تقليص حجم البالونات الشعبية حتى لا تنفجر أو تكون تأثيراتها محدودة جدا يمكن السيطرة عليها حتى وإن تعرضت لتدخلات خارجية أو "مؤامرات" مزعومة باتت شماعة لتعليق الأخطاء السياسية الفادحة ..
رأيت يوما طفلا صغيرا يمارس لعبته المفضلة في نفخ بالون ورأيت أنه كلما اقترب من مرحلة الانفجار تجده يتوقف ويحكم إغلاقه ويبعده عن أي مؤثرات خارجية قد تسهم في إتلافه، أو يفرغ جزء من الهواء الذي قام بتعبئته خوفا من أي عواقب قد تصيب وجهه .. وكل الرجاء أن يتعلم بعض القادة من عقلية ذاك الطفل الصغير ويكفوا عن ممارسة الغباء السياسي والفكري من خلال مواصلتهم الضغط والشحن حتى بعد انفجار بالونات شعوبهم في وجوههم ويكفوا عن اتهام دبابيس خارجية ساهمت وتساهم في إحداث الثورات القائمة، فإما أن تحمي شعبك وقيادتك بسياسية حكيمة تحميك من أي تدخلات لدول عظمى تبحث عن مصالح خاصة أو أن تتوقع أي ثقب يأتيك من هنا أو هناك وعندها لا تلومن إلا نفسك ..
دمتم دائما بخير واحرصوا على حماية بالوناتكم دوما ..
إبراهيم خضرة
25/06/2011

هناك تعليقان (٢):
السلام عليكم ورحمة الله
سلمت يداك يااستاذ ابراهيم
لابد من تغيير نظرة الساسة الى شعوبهم
لم يعد هناك شيء يخفى على افراد الشعب فوسائل الاتصال اصبح لها دور كبير فى رفع الوعى السياسى لديهم
لم يعد هناك غباء سياسى انما وعى بكل الامور
فليحذر القادة من انفجار البالون
أشكرك ايمان على رايك وتواصلك وكل التوفيق
إرسال تعليق