استيقظت أنا وكثيرون في الفندق عند منتصف تلك الليلة على وقع طلقات نارية من أسلحة ثقيلة وخفيفة وكان للريح عندها صوت يكسر سكون الليل .. عند الوهلة الأولى تعتقد أن جبهة فتحت في بنغازي وتتوقع أن الخط الأمامي للاشتباكات انتقل من اجدابيا الى قلب بنغازي .. نزلت كغيري ممن أرادوا رصد الموقف عن قرب لأجد أن كل ذلك كان مجرد احتفالات شعبية بخبر مقتل نجل القذافي الأصغر وثلاثة من أحفاده ..
تسائلت عندها وسألت بعضا ممن خرجوا محتفلين بهذا النبأ، هل يستحق منا الموت كل هذه البهجة والجبهة أيا كان الميت!! ثم ما الفائدة التي ستعود على (الثوار) جراء خبر مقتل سيف العرب أو عروبة الذي لا يعرفه الليبيون اصلا ولم يظهر على وسائل الاعلام قط ؟! أغلب الإجابات ذهبت إلى أن على القذافي أن يتذوق طعم الحسرة ويشرب من الكأس الذي أشربه للكثير من الليبيين بديكتاتوريته و تسلطه وظلمه.. قلت عندها قد يحزن القذافي لمقتل أحد ابنائه لكنه لن يكترث كثيرا ولن يضيره أو يضره كثيرا مثل هذا الخبر .. فمن يتجرأ على قتل الكثيرين من أبناء شعبه ويفتح حرباً عليهم لن تكون حسرته كبيرة على مقتل أي فرد اخر من العائلة الصغيرة أو الكبيرة عودوا إلى بيوتكم وخزنوا أسلحتكم ورصاصكم الذي طار في الهواء بلا فائدة لوقت الحاجة ..
دمتم
30/04/2011

هناك ٤ تعليقات:
مابين الموت والموت يختفي ذلك الاحساس بالحياة ويفقد الانسان حسه وانسانه وتكون الاحتفالية بالعدم ...ان تنفض عنك ثقل هذا العدم ياسيدي ووتتساءل وتكتب وسط هذه الثورة المرة التي فقدت طعمها واصبحت امريكا تمسينا وتصبحنا وسط جراحاتنا فانك انسان متزج فيك ذلك مع الصخافي ..الى الامام
اشكرك كثيرا اخت زاهيه على كلماتك الرائعه وبالفعل كما قلت أصبح للمعادلة أوجه عدة يحتار فيها عامة الشعب ممن يعيشون بحثا عم لقمة العيش .. ويا رب يحفظ الشعوب ويجنبهم الفتن وبس .. كل الشكر
لا أرى ضرورة الفرح في موت إنسان و مهما كانت ديانته أو عرقة أو جنسيته فعلى كل حال و إن كان هناك عداوة فالإنسانية أول الأمر و آخره و مادام الفرد ينتمي إلى دائرة الإنسانية يجب إحترامه و تحسين المعاملة معه
فالقذافي مجرب قتل الكثير من شعبه و من الشعوب الأخرى ولكن إبنه إنسان و ليبي و مسلم
هناك توازنات نفسية واخلاقية تنبع من الذات ويختلف فيها الأفراد الا فى حالة
الموت .. لأنة اعدام للذات فلا فرح فى ممات ولا حزن فى افراح وتلك طبيعة المخلوقات .. المشاعر التى تبدى فى كل المناسبات وانا لاأطيل بالكلمات لكن المدونة رائعة بما تحمل من ادبيات وهذا الحس العالى فى المقالات . . تحياتى مع تمنياتى بالمرور على مدونتى مدونة الشاعر اللمصرى ابراهيم خليل ففيها الكثير من المراد وإن لم تنل اعجابكم فتصفحوا جرية التل الكبير كوم .. اسطرها على النت بما يشغل الفؤاد ومايأتى بالنفع على البلاد (ابراهيم خليل --رئيس تحرير جريدة التل الكبير كوم).
إرسال تعليق