الجمعة، ٤ مارس ٢٠١١

ماشي '١٤' مصائب قوم

عند متابعة ردود الفعل لقيادات القوى الإقليمية على الانتفاضات الشعبية الحاصلة في محيطنا العربي، نتيقن تماماً أننا سنبقى محكومين لإملاءاتهم وسياساتهم التي تفرض علينا حتى ونحن في أوج لحظات تحررنا من ديكتاتورية الحكم في بلادنا .. نعم لقد كسب الشعب العربي ثقة كبيرة بنفسه وبقدرته على إحداث التغيير في مجتمعه لكنه لم يكسب ثقته بعد بقدرته على بناء كيان مستقل بذاته وبقدراته و كفاءاته بعيدا عن التدخلات والاملاءات القادمة من هنا وهناك لترسم لنا خارطة طريق حتى  لثوراتنا التي خطها الشعب بإرادة ذاتية، ومن المضحك المبكي في أحداث الانتفاضات الشعبية ما شهدناه ونشهده من حالة التناغم الغريبة المريبة معا بين قوى إقليمية كالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبين أقطاب المعارضة في الشارع العربي  التي طالما انتقدت أنظمتها المتنحية أو المخلوعة على صيغة تعاملها وتبعيتها للغرب والولايات المتحدة، بدأت المعارضة الان تنتظر دورا أكثر فاعلية من الإدارة الأمريكية بل وباتت تستنجد بها لحماية ثورة الشعب وضمان عدم الالتفاف عليها وهم الذين كانوا يضعون الولايات المتحدة والغرب وسياساته المنحازة لإسرائيل في صفوف العدو الاكبر للعرب والمسلمين ..
في خضم أحداث ليبيا قال لي أحد الأصدقاء الليبيين إن (الشعب الليبي) ينتظر الرد الأمريكي على ما يجري وفي حال رفعت الولايات المتحدة يدها عن القذافي فاعتبر أن الأمر محسوم للشعب و سيرحل العقيد عندها .. قلت له عندها : إذاً هي ثورة خائفة وإذا انتظر كل ثائر إذناً أو أمراً للانطلاق نحو هدف ثابت ومحدد لثورته فلا يكون ثائرا عندها، فالبركان عند ثورته لا يعطي إشارة لأحد ولا ينتظر إشارة من أحد يبدأ بنشاط بركاني ثم ثورة تأكل الأخضر واليابس والفرق هنا أن الشعب يبدأ بنشاط شعبي ثم ثورة تنتظر من يستثمرها.. ولا أطلب هنا من ثورات شعوبنا العربية أن تأكل الأخضر واليابس بالمعنى المطلق للنشاط البركاني، إنما أن تسعى لتحقيق مطالبها العادلة اعتمادا على إرادتها وليس استجابة وتوجيها من أحد ولدينا كفاءات قادرة على إحداث التغيير ولنا في مصر وما جرى بها مؤخرا خير مثال ..

الخلل والفارق هنا يأتينا من محاولات الغرب وسعيه نحو خلق حالة توافق بين علاقاته التاريخية مع هؤلاء الزعماء العرب ومصالحه في المنطقة وبين خيار الشعب ونداءات الديمقراطية التي طالما تغنى بها .. ويبدو ذلك جليا من ارتفاع نبرة تصريحات الغرب تدريجيا مع فقدان حلفائهم السيطرة على غضبة الشارع المنتفض حتى تصل أخيرا لدعوات التنحي وفتح الخطوط مع أقطاب المعارضة لاستثمار  تلك الحالة قدر الإمكان لصالحهم ومصالحهم أولا وقبل كل شيء ليتحقق المثل القائل (مصائب قوم عند قوم فوائد) 


إبراهيم خضرة 
04/03/2011



هناك ٤ تعليقات:

ايمان يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-تحياتى الى صاحب القلم العربى الاصيل
لا اعتقد ان ايا من اجهزة الاستخبارات الغربية كان على يقين بما سوف تؤؤل اليه احداث الثورة فى مصر او تونس او اى دولة اخرى ولذلك كانت حكوماتها اشبه بمن يمسك بالحبل من المنتصف يساند حلفاءها الزعماء تارة
ويكسب ود الشعب ببعض النداءات تارة اخرى ولا شك انها لغة المصالح بالدرجة الاولى
دام مداد قلمكم

غير معرف يقول...

ماشي 15 اليمن!!!!!!!!!!!!!!

غير معرف يقول...

أزول أنا لاأرى صعوبة في قيام الثورة انها أسهل بكثير من المحافظة عليها انها تحتاج الى شرارة فقط ولكن حمايتها تتطلب حذر وبعد نظر والعالم يعرف كيف أجهضت ثورة الجزائر لعام1988 والله ولي التوفيق

Ibrahim Khadra يقول...

اشكركم على تعليقاتكم ومروركم وانشاء الله اليمن في عدد خاص قريبا لكن ليس في 15
كل الشكر والتقدير