الأربعاء، ٣٠ مارس ٢٠١١

ماشي "18" أرض اليوم في يوم الأرض

قبل خمسة وثلاثين عاما وقعت الانتفاضة الشعبية الأولى ضد الاحتلال الاسرئيلي بعد احتلاله فلسطين عام ١٩٤٨ كانت على شكل إضرابات واحتجاجات على نهب عدد كبير من أراضي الفلسطينيين عام ١٩٧٦.. سقط العشرات من الفلسطينيين وكان اليوم الذي أعلنه الفلسطينيون يوما للأرض .. لا فرق لدي ولدينا جميعا بين الفلسطيني داخل أراضي ٤٨ وخارجها أو في غزة أو الضفة أو أي بقعة من العالم، وما يقوم به الفلسطينيون أيا كانوا فهو يمس الفلسطينيين في كل بقعة في عالمنا ولذلك كان هذا اليوم ذكرى للفلسطينيين في كل بقاع العالم استجابة لنداء فلسطينيي الداخل و تضامنا معهم ..

اليوم بعد كل تلك السنوات يأتي علينا يوم الأرض في ظل انقسام فلسطيني داخلي وخارجي على أحزاب وفصائل قادت العمل النضالي لسنوات عدة لكنها لم تعرف بعد كيف تقود القضية وتوحد أطرافها .. سأختصر كثيرا في يوم الأرض لأسأل : متى ستكون هذه الأرض "فلسطين" هي الأساس لانتماءاتنا بعيدا عن كل معتقد أو إيمان بحزب أو فصيل أو بأسلوب خاص من أساليب النضال والتحرر ؟  متى سيجتمع الفلسطينيون ويتوحدون خلف جسد واحد وتنظيم واحد يحمل اسم هذه الأرض !؟..

إذا لم نتوحد خلف أرضنا وهويتنا كفلسطينيين أولا وقبل كل شيء فلن تقوم لنا دولة ولن نحقق أي نجاحات تذكر داخليا وخارجيا وسيلعن التاريخ كل قائد كان جزءا من هذه الحالة القائمة حتى الساعة ..


30/03/2011


الخميس، ٢٤ مارس ٢٠١١

ماشي "17" اليمن


عند لقائي بالرئيس اليمني علي عبدالله صالح قبل ما يقرب من ثلاثة أعوام في القصر الجمهوري بالعاصمة اليمنية صنعاء (في لقاء خاص بقناة روسيا اليوم حينها) كان دائماً يركز عند سؤالي له عن الوضع الداخلي اليمني وما تشكله المعارضة اليمنية على نقطة واحدة ألا وهي أن المعارضة اليمنية لا تمتلك أدوات الحكم وأنها تعارض فقط للمعارضة ولا يوجد لديها البديل لما تعترض عليه في الحكم، وكأنه يقول إن المعارضة في اليمن لا يمكنها أن تصل لما هو أكثر من ذلك، وقد كرر ذلك في خطاباته المتوالية بطرق مختلفة فتارة يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتأجيج الشارع وحبك المؤامرات ضده وتارة أخرى يهدد أنه هو وحده فقط القادر على حفظ استقرار البلاد وإن رحل فلا مفر من حرب أهلية أو انفصال بلا أجندة واضحة، وكأن أمهات اليمن عجزن أن يلدن قائدا قادرا على إدارة البلاد ومواصلة مسيرة الوحدة بخطوات واثقة نحو تجاوز كافة العقبات والملفات الشائكة في اليمن "السعيد" !

اليوم يحاول الرئيس اليمني اللعب باخر أوراقه بعد إيمانه استحالة إكمال فترته الرئاسية كاملة كما دعى سابقا إبان انطلاق شرارة الثورة الشعبية في تونس ومصر، هذا التنازل المتمثل بمبادرة الرئيس إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بحلول نهاية العام الجاري بكل تأكيد سيعطي المتظاهرين في الشارع اليمني ثقة أكبر على تحقيق ما هو أكبر من ذلك وهو الرحيل الفوري للرئيس وبالتالي إسقاط النظام ورجالاته .. بهذا الإعلان عن مبادرة صالح الأخيرة تكتمل لدينا صيغة المعادلة الثورية المستنسخة من الحالة التونسية المصرية .. فحينما خرج الرؤساء السابقون هناك بدأنا بفهم الشارع ثم بإزالة هاجس التوريث ثم بالدعوة لمبادرات الانسحاب المشرف من كرسي الرئاسة لكن بعد فوات الأوان وبعدما اكتسب الشارع ثقة أكبر بتحقيق المطلب الرئيس من سيادة الرئيس .. 



الاثنين، ٢١ مارس ٢٠١١

ماشي "16" مشاهدات ث و ر ة ..


تونس : معاناة شعب وفقر اختلط بفساد وظلم من رأس الدولة وحكامها، أحرق البوعزيزي نفسه احتجاجا وتذمرا من ممارسات لم يطقها فاشتعل الشارع التونسي وأطاح بنظام بن علي ..
مصر : احتقان شعبي ومعاناة وفساد مالي وإداري وظلم حاق بالشعب من نظامه اختلط بثورة اتصالات وإعلام وشباب استطاعوا تأجيج الشارع فأطاحوا برأس النظام ورجالاته ..
البحرين : غضب شيعي لتهميشه ومطالبات بحقوق مشروعة اختلط بتدخلات إقليمية واحتقان طائفي طغى على ثورة الشارع، اختلفت الآراء، لم يرضى الشيعة بما قسم لهم ولم يشاءوا استثمار تلك المساحات سياسياً .. احترق الشارع وفقدت السيطرة فاستعان الملك بجيرانه فلبوا النداء وأطاحوا بثورة الشارع ولؤلؤته.. لكن التوتر لم يهدأ بعد.. 
ليبيا : اشتعل الشارع الليبي مطالباً برحيل زعيمه الأوحد بعد فترة حكم هي الأطول في العالم، لم يشأ الزعيم فهم شعبه فخرج رجالاته عن طوعه، دخل السلاح فسالت الدماء، تحركت أيادي إقليمية بتأجيج صراع مسلح فغابت السلمية لتنحرف معادلة التغيير لصالح الطرف الأقوى، استدرك الغرب أن في تلك الأرض خير كثير فهب "لنصرة الشعب" كما قال، ولنهب زيته الأسود وخيراته كما لم يقل.. فقدت الثورة بريقها ولم يعد الثوار ثواراً ..
اليمن : انتفض شباب اليمن ضد الفقر و سعيا للتغيير على غرار شعوب نجحت في تحقيق ذلك، رفض القائد التنحي قبل انتهاء ولايته الأخيرة فلم يقنع الشعب بذلك فقمع أحياناً وثار أحياناً.. سالت الدماء وتكرر المشهد القاتم لحاكم يقمع شعبا ثائر، لم يتفق بعد ثوار الأرض على قائدهم في ظل اختلاف اتجاهاتهم بين انفصال وقبلية وطائفية.. لكن انسلاخا في جسد النظام وجيشه بات ينبأ بانتصار ثوار اليمن ..
سوريا : محاولات خجولة لأيام غضب خرجت بعفوية في جنوبها لم يتعامل النظام معها بشكل يرتضيه أولئك الذين كسروا جدار الصمت في تلك البقعة التي تحكمها شريعة الأسد ، ولأن النظام كرر أخطاء غيره فسيبقى الشعب ثائرا حتى إشعار اخر قد تزيد ثورته وقد تنقص بإيمان أهل البيت انهم قادرون على إحداث تغيير مطلوب إن لم يستجب لهم النظام ويحقق لهم ما أرادوا ..
فلسطين : خرج شباب يقبع تحت احتلال صهيوني وتحت انقسام داخلي في انتفاضة ضد فصائل احتكرت القيادة وقسمت العباد والبلاد، وبخلاف الثورات السابقة، ثاروا لإحياء النظام هذه المرة وتوحيد قيادتهم و وضعها عند مستوى مسئولياتها تجاه الشعب والقضية الفلسطينية، سيواصل المستفيد من الانقسام فقط قمع هذه الثورة، باستمرار شباب فلسطين بثورتهم ستزال الأقنعة وستتضح إجابات كثيرة..
ملاحظة : يلعب الإعلام و وسائله دوراً أساسيا في تأجيج تلك الثورات وتوجيه الأنظار إليها وتحريض الشعب على الخروج بها، أو إخمادها وعدم التركيز على فعالياتها وأحداثها وبالتالي إعطاء الفرصة والمساحة لنظام يراد له البقاء في قمع معارضيه ونشطاء ثورته .. 



دمتم أحرارا..

إبراهيم خضرة 
21/03/2011



الأحد، ٢٠ مارس ٢٠١١

رسائل لثورة فلسطين ضد انقسامها - ٣ - واحد..اتنين..الصحافة فين !؟


هل سيطرت حماس على قطاع غزة أرضا وشعبا وحتى صحافة وإعلاماً ؟! سؤال راودني كثيرا بعد أحداث اعتداءات عناصر حماس وشرطتها على تظاهرات الخامس عشر من مارس آذار وما بعدها والتي لا تنادي بإسقاط حماس إنما بإنهاء الانقسام بسلمية مطلقة شاهدها وشهد عليها كل من كان في شوارع قلب مدينة غزة في ذلك اليوم .. 

كنت على اتصال مع شباب شاركوا في التظاهرات .. وعلى متابعة دقيقة لتغطية الفضائيات العربية حول ما يجري في غزة وبحثت عن صور لاعتداءات فلم أجد سوى لقطات جاءت من هواتف محمولة لما جرى ويجري وأيقنت عندها وجود حالة من القمع أو الرقابة الشديدة يخشى بعض الصحفيين والمراسلين حتى من الإشارة لها ..
اليوم خرج الصحفيون عن صمتهم أخيرا بعد الاعتداء الصريح على مكتب وكالة رويترز في غزة الذي لم يجد له ناطقوا حماس في غزة ردا واختاروا الصمت على سؤالهم حول ذلك ..
لم أتوقع كل ردود الفعل تلك من حركة كان من المفترض أن تكون النموذج الأفضل لممارسة الإسلام السياسي بمبادئه وجوهره الأصيل رغم كل التضييقات التي مورست بحقها، لا يستطيع أحد من أبناء الشعب الفلسطيني المزاودة على ما قدمته هذه الحركة المقاومة من تضحيات عندما كانت تتصدر جبهة المقاومة ضد المحتل الغاصب لكننا اليوم نرى بوصلتها تنحرف نحو ترسيخ سلطتها في غزة بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة وأرجو أن يعود رجالاتها لصوابهم ويضعوا حدا لتصرفات أبناءها وأنصارها قبل فوات الأوان ..

دعوة لكل الأصوات المنادية بإنهاء الانقسام والمطالبة بالوحدة الفلسطينية .. عليكم مواصلة المشوار الذي بدأتم به في غزة والضفة الغربية وعلى أصواتكم أن تكون الأعلى دائماً والحاضرة في كل الفعاليات الوطنية ..
ودعوة أخرى لحركة حماس وسلطتها في غزة لا تكرروا أخطاء ديكتاتوريات عربية سقطت بحكم الشعب وإرادته وطبقوا الشعارات التي تنادون بها .. كونوا رحماء بأبناء شعبكم أشداء على عدوكم المشترك فقط وتذكروا قوله تعالى " ولو كنت فضا غليظ القلب لأنفضوا من حولك" 

19/03/2011




الثلاثاء، ١٥ مارس ٢٠١١

رسائل لثورة فلسطين ضد انقسامها - ٢ - الحذر


لن تقف حكومتي الضفة وغزة مكتوفة الأيدي على مظاهر الاحتجاج التي سيشاهدونها في ميادين اعتادوا أن يجدوا فيها أنصارا تهلل لهم ولقياداتهم حتى وإن كانت حركة الاحتجاج لا تثور عليهم بشكل مباشر إنما تقف ضد أحد مسببات حكمهم وضد حالة كانوا سببا رئيسيا في إحداثها على الأرض وهي الانقسام .. لكنهم كانوا دائماً يتباهون بتجديد بيعتهم من أنصار طالما وقفوا في تلك الميادين، واليوم يخرج عليهم أنصار فلسطين الذين ستزأر حناجرهم بنداءات الوحدة الفلسطينية بعيدا عن شعارات التمجيد والتأييد لفصائل وشخوص عصفت بقضيتهم إلى أدنى مستوياتها ..
ستشهد الثورة الفلسطينية محاولات لقمعها ولكن بأسلوب غير مباشر حيث  ستظهر حماس أنها تقف مع هؤلاء المتظاهرين وستنشر أنصارها براياتهم الخضراء وتحاول تزعم الموقف بكلمات قيادييها، وقد تقوم فتح بالخطوة ذاتها في القادم من الأيام ليظهر الأمر وكأن الشعب وقياداته يثور ضد الانقسام ذاك الكائن المجهول الذي يستنكره ويتنكر له الجميع.. هو موجود بيننا يسير في شوارعنا وبين أبناء شعبنا لكن من أعطاه تأشيرة الدخول لأراضينا تنكر له الان وحار الجميع في كيفية التخلص منه ..
موقف حركة حماس في الخروج اليوم في تظاهرات الخامس عشر من اذار براياتها وشعاراتها يذكرني بموقف الزعيم الليبي معمر القذافي وخروجه مع المتظاهرين في أول أيام الثورة وتصريحه لهم بأنه ليس رئيساً لهم حتى يثور الشعب ضده إنما هو رمز من رموز الشعب وسيقف معهم معترضا ومحتجاً على حالة الفقر والفساد الذي تسبب بها .. وهكذا تتعامل قيادات حماس وفتح للأسف الشديد مع شباب الثورة الذين قرروا الخروج ضد الانقسام ومع الوحدة الفلسطينية ..

لقد أثبتت سياسة التخلي عن المسئوليات وإلقاءها على أطراف أخرى فشلا ذريعا في التعامل مع مسببات أي ثورة .. هذه السياسة ستعود بمزيد من الشحن على الشعب وثورته وسيشعر حينها أن هناك استخفافا بعقله واستهتارا بمطالباته .. فالحذر كل الحذر لجميع أبناء شعبنا المناضلين والذين عقدوا العزم على الخروج في مسيرات واعتصامات ضد الانقسام .. اصبروا على تحقيق أهدافكم ولا تسمحوا لأحد من أنصار فتح أو حماس أم يدخلوا بينكم براياتهم الحزبية والفصائلية أو شعاراتهم التي مللنا سماعها .. كونوا يدا واحدة ولا تسمحوا لأحد باختراقكم واختراق مطالبكم ومطالباتكم ..

دمتم أحرارا
15/03/2011


الاثنين، ١٤ مارس ٢٠١١

رسائل لثورة فلسطين ضد انقسامها - ١


حتى ننجح بتحركاتنا نحو الهدف المشترك لكل أبناء فلسطين بمختلف أماكن تواجدهم علينا : 
- أن نكون يدا واحدة باصطفافنا جميعا ومعا في الخامس عشر من مارس آذار يوم الثلاثاء القادم ..
- أن يخرج كل منا مع من استطاع للخروج سبيلا من أهل بيته شبابا، رجالا، نساء وأطفال ومن استطاع من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وكافة أطياف الشعب فخروجنا بهذا الشكل سيحرج كافة الأجهزة الأمنية التي تنوي قمع الاحتجاجات إن كان هناك أي نية مبيتة لذلك ..
- أن نرفع العلم الفلسطيني وفقط العلم الفلسطيني وأن نبتعد عن أي لون فصائلي اخر ..
- أن نبتعد قدر الإمكان عن التأطير والتكتل خلف المجموعات الفيسبوكية التي كنا شاركنا وتفاعلنا بها خلال الأيام الماضية وأن نؤمن جميعا أننا خرجنا متوحدين من أجل نداء الوحدة الفلسطينية ..
- أن نحرص على التواجد المكثف في مجموعة مشتركة واحدة وفي موقع واحد بعيدا عن التشرذم في حلقات متباعدة كل فرد حول أصدقاءه فتباعدكم يسهل اختراقكم وتشتتيكم ..
- أن نتجنب كل دعوات مثيري الشغب ومن يراد لهم أن يكونوا طابورا خامسا في مثل هذه الفعاليات لتحقيق أجندات خاصة وأن نتجنب كافة الشعارات والأفعال التي تثير استفزاز عناصر الأمن من الطرفين ..
- أن نعقد العزم ونعاهد أنفسنا على الاستمرارية في الاعتصام في الساحات والميادين المتفق عليها ويفضل التركيز والتجمع في ميدان رئيسي واحد لكل مدينة حتى يكثر تعداد الحشود ويصعب تفريقها ..
- أن نجعل من ميادين الاعتصام والتجمع شعلة حياة ومجتمع لنموذج مصغر من دولة فلسطين الموحدة البعيدة كل البعد عن التعصب الحزبي والفصائلية المقيتة وأن نظهر معاني التكاتف والتكافل الاجتماعي بأبهى صوره ..
- أن نصبر على تحقيق أهداف ثورتنا وأن نملك نفسا طويلا لذلك فلا تتوقعوا أن يتحقق ذلك في ليلة وضحاها ..
- أن نعي تماما وبشكل واضح أن عددا كبيرا من الفصائل والشخصيات الفلسطينية ستحاول استغلال هذه الثورة لتحقيق مصالح حزبية وخاصة فلا تستمعوا لنداءات تصب في مصلحة أفراد أو فصائل ولنتذكر دوما أن فلسطين أكبر منا جميعا ولها نخرج في هذه الايام ..

سنكون معكم دائما وأبدا .. قلبا وقالبا .. 
دمتم أحرارا متحدين وحفظ الله الشعب الفلسطيني 
إبراهيم خضرة 
14/03/2011

الأربعاء، ٩ مارس ٢٠١١

ماشي "16" بكرة بيذوب الثلج وبيبان المرج

"بكرة بيذوب الثلج و بيبان المرج"
مثل شعبي فلسطيني أو عربي يحاكي تماما الحالة الفلسطينية الراهنه وما يحيطها من ضبابية .. كل القيادات الفلسطينية تدعو لانهاء الانقسام بما فيها قيادات فتح وحماس حتى اختلط على كل فلسطيني ما يجري ومن المتسبب في تواصل حالة الانقسام وعدم الجلوس على طاولة المصالحة الفلسطينية بورقة فلسطينية تراعي مصالح الشعب وتوحد شطري الوطن بلا أي تدخل لأجندات خارجية لا تراعي سوى مصالحها الخاصة في النهاية !!

بالأمس وفي لقاء صحفي حضرته هنا في لندن قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه مع التظاهر والدعوة ضد انهاء الانقسام وإنه قدم كل شيء لانجاز استحقاق الوحدة الفلسطينية ولم تنجح كل جهوده في سبيل تحقيق ذلك .. وقرأت تصريحات لمستشار اسماعيل هنية رئيس حكومة غزة الدكتور أحمد يوسف جاءت في نفس الاطار المنادي لانهاء الانقسام .. إذا أين الخلل ومن هو المتسبب في ترسيخ حالة الانقسام هنا وهناك !؟

الجواب سيظهر في الخامس عشر من مارس اذار عندما ينتفقض كل فلسطيني ويخرج للشارع كاسرا لجدار الصمت الذي ارتسم لا إراديا بتقسيم شطري الوطن وتشكيل حكومتين لشعب بلا دولة .. هذا الجدار ينتظر أبناء فلسطين لإزالته ووضع قيادات فتح وحماس أمام مسئولياتها، إذا أردنا كشف هوية المتخاذلين والتابعين لأجندة خارجية فلنخرج في الخامس عشر من اذار مارس أي يوم الثلاثاء القادم .. عندها سنكون قادرين على إذابة الجليد في ملف المصالحة وعندها سنضع قياداتنا أمام مسئولياتها الوطنية .. وعندها سيذوب الثلج ويظهر المرج ..

09/03/2011
إبراهيم خضرة



ماشي "15" مارس/ اذار .. وانتفاضة فلسطين

يقترب منا موعد الخامس عشر من آذار وأحببت في هذا العدد رقم ١٥ من سلسلة ماشي أن أواكب مع كل من يقرأ هذه الكلمات موعدا سيقرر فيه الفلسطينيون مصير قضيتهم التي أرهقها وأرقها انقسام أبناءها واختلافهم واقتتالهم حتى باتت تظهر أمام العالم أجمع بهيئة الجسد النحيل المتآكل الذي لا حول له ولاقوة بسبب جرثومة سرطانية تفشت بداخله حتى باتت تأكل وتنخر في أطرافه وأعضائه..
قرر الفلسطينيون أن يتحركوا وينتفضوا في الخامس عشر من آذار مارس ليس لإسقاط النظام بل لإحيائه من خلال إعادة التحامه ووحدته ومن أجل إماطة اللثام وكشف الطرف الذي يعيق كل التحركات الهادفة للمصالحة الوطنية وعودة الروح للجسد الفلسطيني المتحد ومن ثم للقضية الفلسطينية ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار تأتي من الشعب الفلسطيني وشبابه بعيدا عن الأيادي الخفية التي يتذرع بها البعض ويتهمها بزعزعة استقرار مزعوم ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار سيستعيد بها الشعب الفلسطيني روحه التي شتتها الانقسام وحجم دورها الريادي الذي أدرج كلمة الانتفاضة في قاموس اللغة وعلمها لشعوب العالم التي تنادي بالحرية والاستقلال ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار ستضع قيادات السلطة في الضفة وغزة أمام مسئولياتها الوطنية وستسقط من خلالها أوراق التوت عن كل من وضع العقبات في طريق المصالحة الوطنية الفلسطينية ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار ستقول للجميع أن للشعب دور أساسي في صياغة مستقبله وستجعل من خلافاتنا نقطة الانطلاق نحو حوار يقودنا للحل ولتطوير أجندتنا في مواجهة المحتل ..
- هذه الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار سأدعو لها وسأخرج معها وأدعمها و سأقول لكل متعصب لفتح أو حماس كفاكم دعما لفصائلكم على حساب وطنكم .. فلسطين أولى بكم وبدعمكم قبل أي شيء وتأكدوا أننا بوحدتنا فقط سنكون قادرين على تجاوز مؤامرات المحتل، لا أدري ما الذي يثنينا عن الانقسام وجميعنا يؤكد دوما على أن الاحتلال الاسرائيلي هو المستفيد الأكبر من حالة التشرذم الفلسطيني والنتيجة العكسية لذلك أن الاحتلال سيكون الأكثر خسارة وكيدا من الوحدة الفلسطينية .. السلاح والقرار بيدنا لإذاقة المحتل الهزيمة ولو كانت معنوية بتوحدنا جميعا

أنا مع الانتفاضة الشعبية في ١٥ مارس/آذار ضد الانقسام  لأنني فلسطيني .. وفقط 


إبراهيم خضرة
09/03/2011

الجمعة، ٤ مارس ٢٠١١

ماشي '١٤' مصائب قوم

عند متابعة ردود الفعل لقيادات القوى الإقليمية على الانتفاضات الشعبية الحاصلة في محيطنا العربي، نتيقن تماماً أننا سنبقى محكومين لإملاءاتهم وسياساتهم التي تفرض علينا حتى ونحن في أوج لحظات تحررنا من ديكتاتورية الحكم في بلادنا .. نعم لقد كسب الشعب العربي ثقة كبيرة بنفسه وبقدرته على إحداث التغيير في مجتمعه لكنه لم يكسب ثقته بعد بقدرته على بناء كيان مستقل بذاته وبقدراته و كفاءاته بعيدا عن التدخلات والاملاءات القادمة من هنا وهناك لترسم لنا خارطة طريق حتى  لثوراتنا التي خطها الشعب بإرادة ذاتية، ومن المضحك المبكي في أحداث الانتفاضات الشعبية ما شهدناه ونشهده من حالة التناغم الغريبة المريبة معا بين قوى إقليمية كالولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبين أقطاب المعارضة في الشارع العربي  التي طالما انتقدت أنظمتها المتنحية أو المخلوعة على صيغة تعاملها وتبعيتها للغرب والولايات المتحدة، بدأت المعارضة الان تنتظر دورا أكثر فاعلية من الإدارة الأمريكية بل وباتت تستنجد بها لحماية ثورة الشعب وضمان عدم الالتفاف عليها وهم الذين كانوا يضعون الولايات المتحدة والغرب وسياساته المنحازة لإسرائيل في صفوف العدو الاكبر للعرب والمسلمين ..
في خضم أحداث ليبيا قال لي أحد الأصدقاء الليبيين إن (الشعب الليبي) ينتظر الرد الأمريكي على ما يجري وفي حال رفعت الولايات المتحدة يدها عن القذافي فاعتبر أن الأمر محسوم للشعب و سيرحل العقيد عندها .. قلت له عندها : إذاً هي ثورة خائفة وإذا انتظر كل ثائر إذناً أو أمراً للانطلاق نحو هدف ثابت ومحدد لثورته فلا يكون ثائرا عندها، فالبركان عند ثورته لا يعطي إشارة لأحد ولا ينتظر إشارة من أحد يبدأ بنشاط بركاني ثم ثورة تأكل الأخضر واليابس والفرق هنا أن الشعب يبدأ بنشاط شعبي ثم ثورة تنتظر من يستثمرها.. ولا أطلب هنا من ثورات شعوبنا العربية أن تأكل الأخضر واليابس بالمعنى المطلق للنشاط البركاني، إنما أن تسعى لتحقيق مطالبها العادلة اعتمادا على إرادتها وليس استجابة وتوجيها من أحد ولدينا كفاءات قادرة على إحداث التغيير ولنا في مصر وما جرى بها مؤخرا خير مثال ..

الخلل والفارق هنا يأتينا من محاولات الغرب وسعيه نحو خلق حالة توافق بين علاقاته التاريخية مع هؤلاء الزعماء العرب ومصالحه في المنطقة وبين خيار الشعب ونداءات الديمقراطية التي طالما تغنى بها .. ويبدو ذلك جليا من ارتفاع نبرة تصريحات الغرب تدريجيا مع فقدان حلفائهم السيطرة على غضبة الشارع المنتفض حتى تصل أخيرا لدعوات التنحي وفتح الخطوط مع أقطاب المعارضة لاستثمار  تلك الحالة قدر الإمكان لصالحهم ومصالحهم أولا وقبل كل شيء ليتحقق المثل القائل (مصائب قوم عند قوم فوائد) 


إبراهيم خضرة 
04/03/2011