الأحد، ٢٣ يناير ٢٠١١

ماشي ٢ - تونس


الأهم في انتفاضة وثورة الشعب التونسي بعد انطلاقها وإطاحتها بقمة الهرم التونسي المتمثل برئيسها زين العابدين بن علي أن يحافظ الشعب على بوصلته نحو التغيير والتنمية  ولا يفسح المجال لمن يتربصون بهذه 'الفرصة'  لحصد نتاج هذه الثورة الشعبية ممن وضعوا أنفسهم ضمن صفوف المعارضة في الخارج ولم يقدموا أي شيء يذكر لأبناء شعبهم .. الانتفاضة انطلقت من الداخل على أيدي الشعب التونسي وهم وحدهم من يملك قرار التغيير واختيار قياداته الجديدة وبغير ذلك ستعود تونس لحظيرة ديكتاتور اخر ونظام يملي عليهم سياسات جديدة لن تحقق لهم ما طالبوا و يطالبون به .. 

لم يتوقع أكثر المتفائلين بسرعة حصاد هذه الانتفاضة الشعبية وبما آلت إليه من سيناريوهات غير مألوفة في عالمنا العربي وقد تأتي هذه السرعة الغير متوقعة بنتائج وحصاد اخر لم يتوقعه الشعب التونسي أيضاً إذا لم يستثمر تحركاته هذه بالشكل الإيجابي المطلوب  .. خاصة وأن نظام الحكم باق على أرض تونس وهو من يملك قرارات تعيين الحكومة الانتقالية القادمة وما تمت الاطاحة الا بالحاكم فقط برحيله الذي وصفه الوزير التونسي الأول محمد الغنوشي بالمؤقت ..

ضرب التونسيون خير النماذج والأمثلة لقوة وتأثير حركة الشعوب إذا ما أرادت الحياة الكريمة والحرية، ودقت بذلك ناقوس الخطر لأصحاب العروش العربية وزرعت أملا في نفوس الشعوب العربية قاطبة، لكن ليس بالضرورة أن يكون النموذج التونسي قابلا للتطبيق في دول عربية أخرى فكثيرة هي أساليب التحرر الشعبي من قيود المحتل أو قيود حاكم غير مرغوب به شعبيا إذا بدأت الشعوب  بتحرير أنفسها أولا من قيود التبعية العمياء وفكرت بإيجابية نحو صناعة التغيير بالتأثير على أصحاب القرار أو بالانتفاضة، ومن اختار أضعف الإيمان فليقنع بما يملى عليه ويرضى بقسمته .. 

دمتم أحرارا أينما كنتم  
15-01-2011

ليست هناك تعليقات: