"ترعرنا على ترديد المقولة : "عند الامتحان .. يكرم المرء او يهان
هذه المقولة خرقت مسامع الكثيرين من طلاب العلم من كثرة ترديدها سواء من المعلمين أو الآباء أو الطلاب أنفسهم، برأيي هي مقولة يشوبها الكثير من الخلل الفكري وبتكرارها تؤثر كثيرا على نفسية من يخوض غمار تلك الامتحانات
لا شك أن من يخط وينتقي تلك الأسئلة التي تعد مقياسا لتحصيل الطالب في أي مقرر دراسي لا شك أنهم على درجة علمية تخول لهم الحكم على معدلات التحصيل العلمي لكل طالب، لكنهم في النهاية لا يملكون الحكم النهائي على مصير الطالب و وصفه بناجح أو راسب!! ولماذا لا تقيس تلك الامتحانات مستوى ما قدمه المعلم نفسه خلال فصل دراسي ونجاعة أسلوبه في توصيل المعلومة واستيعابها من طلابه وهل كانت تلك الأسئلة المطروحة في الامتحان توازي ما تم تقديمه للطلاب من أسلوب وشرح علمي وعملي على مدى العام الدراسي .. ومن قال أن النجاح يقتصر في حياتنا على إجابات لأسئلة وضعها مدرس أيا كانت مكانته العلمية او اجتياز مواد علمية وأدبية وتاريخية ودينية وغيرها حتى نحصل على شهادة المرور لمراحل علمية متقدمة بلا أي مراعاة لميول كل طالب واهتماماته في تخصص دون اخر، وكم منا يملك تلك الشهادات وكان مصيرها البرواز فقط واتجه في حياته المهنية في تخصص يعشقه بعيدا عن ما حصله في سنوات طويلة من الدراسة !! هذه ليست دعوة للتمرد على مناهجنا وآلية التعليم في عالمنا العربي القاصرة عن تخريج مبدعين في شتى المجالات إلا ما ندر ممن يملكون الإرادة الذاتيه في ذلك، إنما هي دعوة لتغيير مفاهيم خاطئة لدى كافة الطلاب باستيعاب مفهوم الامتحانات وأنها ليست المقياس الأوحد للنجاح أو الفشل .. ودعوة لمؤسساتنا التعليمية والمهنية في البحث عن أساليب تحفز الطلاب وتجعل من فترة الامتحانات موسما للحصاد العلمي الجاد للمعلم والطالب معا وليس فقط للمحاسبة وتقرير المصير .. ودعوة كذلك لتغيير أحرف في تلك المقولة الانفة الذكر وتحويلها إلى " عند الامتحان .. يكرم المرء ولا يهان "ا
دمتم في نجاح متواصل
23/01/2011






