اليوم قرأت مقالة لنجم الجزيرة المتألق أمام الشاشة وخلفها محمد كريشان تحت عنوان (لماذا يا حماس؟) ذكر فيها أن "حماس لم تكتف بأن أضاعت هذه الفرصة التي كان يمكن أن 'تورط' فيها أبو مازن في 'معروف' لا يكلفها شيئا في الحقيقة لأنه جاء من منطق 'ألم نقل لك بأن لا شيء يرجى من هؤلاء؟!' بل سقطت في تصريحات عديدة متناقضة لقادتها ما كان لها أن تقع فيها لو ضبطت أعصابها أكثر"
هو سؤال منطقي جدا راودني كثيرا وتعجبت تماما كالزميل محمد والكثير من الفلسطينيين وغيرهم من المتابعين للشأن الفلسطيني، هو سؤال قد يعرض فيه أصحابه لنيران حماس وأنصارها التي تنطلق صوب كل من يخالفها الرأي أيا كان توجهه على مذهب (من لم يكن معي فهو ضدي) وعندما تحاول الإجابة عن هذا السؤال تجد الجواب مبطنا في عقلية الفكر القيادي لحركة حماس بعدما قررت خوض غمار السياسة .. تقرأ في تلك العقلية نوعا من الالتفاف على حقائق الواقع الذي قررت من خلاله تغيير نهجها من قيادة المقاومة التي لا ينكرها عاقل إلى قيادة العملية السياسية ناهيك عن التناقض والتخبط في الاراء الصادرة ازاء أي خطوة تقوم بها سلطة رام الله مهما اتفقنا أو اختلفنا معها .. وقد يعود ذلك لاقتران الحركة في الأدوار القيادية وشعورها خاصة بعد الفوز في الانتخابات الأخيرة أن ثقة الشعب عادت إليها رغم انتهاء صلاحية تلك الثقة مع نهاية فترة المجلس التشريعي الذي ما زال الكثيرين يتشدقون به ..
لا أقول هنا أن سلطة رام الله هي القيادة النزيهة للشعب الفلسطيني والذي تقوم دائما بخطوات صحيحة ونختلف معها كثيرا ومن تلك الاختلافات خوضها لهذه المعركة مع مجلس الأمن بلا أي جهد لتوحيد الصف وإقناع كافة الأطراف الفلسطينية المعارضة لهذه الخطوة .. لكن في النهاية عندما تكون المواجهة مع المجتمع الدولي فالتفكير المنطقي يقول أن نصطف مع القريب ضد الغريب رغم الاختلافات والخلافات، ثم بعد ذلك قد نتحفظ وندلي بدلونا على نتائج تلك الخطوة..
إبراهيم خضرة
21/09/2011


