من قال أن الحرية والديمقراطية تسمح لك أن تقول وتعبر عما بداخلك كيفما تريد و وقتما تشاء ؟! ومن قال أن بإمكان أصحاب السلطة والنفوذ أن يخطوا سياسات قنواتهم و وسائل إعلامهم بعيدا عن مراعاة حريات الاخرين بحجة أنهم يملكون سلطة رابعة أقوى من أي سلطة تنفيذية أو غيرها ؟!ومن قال أيضا أن لا حدود للحريات العامة إذا كنت تعيش في مجتمع ديمقراطي بطبيعته أو يسعى لتحقيق ديمقراطية زائفة أو جادة ؟!
اليوم تم إصدار العدد الأخير من صحيفة News of the World البريطانية بعد 168 عاما من الخدمة الإعلامية في حقل صحف التابلويد أو الفضائح أو الصحافة الصفراء بعد قرار إغلاقها من مالكها (روبرت مردوخ) بعد تعديها بشكل واضح وسافر على حريات اخرين من الفنانين والمشاهير والسياسيين وحتى المجرمين وضحايا الجرائم الأمر الذي أثر بشكل كبير على مجريات العدالة في بعض التحقيقات ومنها اختراق الصحيفة لهاتف فتاة تدعى ميلي دويلر (13 عاما) قتلت في عام 2002 قبل العثور على جثتها مما عرقل التحقيق في هذا الملف .. جاء هذا الإغلاق لصحيفة من أشهر الصحف البريطانية وأكثرها مبيعا بعد تضييق وملاحقات قانونية وسخط شعبي على سياستها وتعديها واختراقها للعديد من الحريات الخاصة اعتقادا منها أنها فوق القانون وأنها تمثل سلطة رابعة لا رقيب عليها، لكن بريطانيا أثبتت أنها امبراطورية القانون بعد أن أوقفت بحزم هذا السيل الجارف لامبراطور الإعلام مردوخ وهيمنته التي تعدت أخلاقيات مهنة الصحافة وحرياتها في هذه الصحيفة تحديدا ..
في الكثير من الدول العربية لم نصل بعد لمستوى الحريات العامة للصحافة والتعبير عن الرأي ومحاسبة المسئولين على فسادهم وأخطائهم السياسية ولم نصل أصلا لمرحلة أن تكون وسائل إعلامنا سلطة رابعة بالفعل تستخدم الحد الأدني من فضاءها المتاح إيجابا لتصحيح مسارات في حقول السياسة والاقتصاد والرياضة والمجتمع عموما ..
وفي الدول الغربية وتحديدا هنا في بريطانيا تخطت الصحافة مستوى الحريات العامة بشكل كبير و وصلت في بعض الحالات لما هو أبعد من ذلك فوقعت في المحظور كما جرى مع هذه الصحيفة العريقة والقديمة، والواقع الذي فرضته سلطة القانون في هذا البلد يعطي تعريفا واضحا لمفهوم الحريات بشكل عام وحرية الصحافة على وجه الخصوص وهو المفهوم الذي نذكره كثيرا بخلاف تطبيقه:
( تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين )
10/07/2011
إبراهيم خضرة

هناك ٣ تعليقات:
يذكرني ما حدث في مصر من اسابيع قليلة بعد ان وجهت احدالبرامج اتهام للشرطة العسكرية بعذيب المواطنين فتم التحقق معهم .. فأعرض الكثيرون مدعين ان ذلك ( ضد حرية الصحافة) .. عظيم جدا أخى ابراهيم
لقيت المدونة بتاعت حضرتك بالصدفة وعجبتني جداً لانكم في شغلكم ما بتقدروش تقولوا ارائكم بحرية ، فكويس اننا نقدر نعرف اراء حد مشهور خصوصاً لما تكون الاراء دي زي ارائنا يعني مش بتتصدم معاها لان الناس مش عارفين ان العرب في رأي غالب عليهم دلوقتي وهو الحرية وتأييد الثورات كلها من اول تونس لغاية سوريازاللي يجي بعدها .
بقالك شهرين مش بتكتب ليه ؟!! زهقت ولا مليت ولا مافيش حاجه تكتبها ولا انشغلت ؟!!
اشكركم على تفاعلكم .. وبالفعل انشغلت كثيرا عن الكتابة وأعدكم بالعودة قريبا انشاء الله ..
إرسال تعليق