الأحد، ٢٧ فبراير ٢٠١١

ماشي "13" وتلك الأيام


لماذا يقنع رؤساء و وزراء وأصحاب سلطة في الشرق والغرب بفترة حكمهم المؤقتة بفترة زمنية تم اختيارهم او انتخابهم فيها ثم ينسحبون بهدوء ليخلفهم غيرهم على رأس دولهم ومناصبهم !؟ ولماذا لا توجد لدينا نحن العرب تلك الثقافة التي يتم بها تداول السلطة بلا أي حرج أو عرج ؟! سؤال مشروع جداً في هذا التوقيت الذي اختارته الشعوب العربية لإعلان شغفها نحو التحرر من استعمار من نوع اخر بأيدي أسماء وشخصيات احتكرت السلطة والسلطات لعشرات السنين ولم تعي أن التغيير من سنن الحياة التي قال فيها سبحانه وتعالى "وتلك الايام نداولها بين الناس " ومن غرته شعبية زائفة وغفل عن هذه السنة فستدور عليه دائرة التغيير من حيث لا يدري والأمثلة كثيرة في هذا الاتجاه آخرها ما تشهده الساحة العربية من انتفاضات وثورات نحو التغيير تحققت بعدما اكتسب الشعب ثقة سلبت منه بحكم استعمار ذوي القربى للعقل العربي وإقناعه دوما بأنه مسير لا مخير ..
على كافة القيادات العربية أن تعي جيدا أن التغيير سنة من سنن الله في الأرض وحتى نكسب احترام شعوبنا لنا ونفرضه على غيرنا من الأمم فعلينا أن نستجيب لتلك السنة وأن نستمع جيدا لنداءات تأتي من شعوب استرجعت ثقتها بنفسها وبما تملك من قدرة على إحداث التغيير في مجتمعاتها .. فأن تستجيب لنداءات شعبك أفضل بكثير من الاستجابة لدعوات التنحي القادمة من الغرب الذي يسعى لتحقيق أكبر قدر من مكاسب الثورات العربية ..(وهذا ما سأمشي عليه معكم في ماشي ١٤)

ابراهيم خضرة
27/02/2011


الاثنين، ٢١ فبراير ٢٠١١

ماشي "12" من القائد ؟!


ماشي ١٢ من القائد !
قد أجد حولي ثلة من الأقران يؤمنون بما أملك من موهبة وشخصية أحترمها فيحترمونها وقد أصل مع بعضهم لدرجة التأثير والقدوة، وقد يرشحونني لزعامتهم في مشاريعنا الخاصة، وقد أجد عددا أكبر من المعجبين الذين يحبون  ما أكتب ويطربون لمشاهدة وسماع أخبار العالم بتقديمي وصوتي كل ذلك لا يعني شيئا في منظومة التأثير الاجتماعي إذا شاب كل ذلك فكرة استغلال تلك القدرات لأغراض شخصية خاصة تخدمني أنا فقط بعيدا عن كل أولئك الداعمين والمؤيدين فهم جميعا وبلا استثناء قد ينقلبون ١٨٠ درجة على شخصي وأفكاري إذا وجدوا أنني أهمشهم وأضع نفسي في موقع طرف اخر وليس جزءا من منظومة تكافل اجتماعي تربطني بهم ... وما شاهدناه من انقلاب شعوب كانوا في طليعة المؤيدين لحكامهم يوما ما ويتمنون فرصة تجمعهم بهم ليحظون بشرف اللقاء أو صورة للذكرى والتاريخ، تغير المشهد تماماً فقط عندما وضع الحاكم نفسه في قصر عاجي وفي طرف منفصل تماماً  بعيدا عن تطلعات شعبه واستغلالا لهم ولصمتهم الذي لن يطول قطعا إذا ما اجتمعوا على ذلك .. 
خيط رفيع جداً يفصل بين الاستغلال والاستثمار الإيجابي لمنظومة التكافل الاجتماعي 
وخيط رفيع جداً جداً يفصل بين الثقة بالنفس والغرور الذي يلقي بأصحابه دوما في غياهب الكره والنسيان .. 




دمتم 
إبراهيم خضرة 
20/02/2011

الجمعة، ١٨ فبراير ٢٠١١

ماشي "11" ثورتنا


الشعب الفلسطيني بطبيعته ثائر منذ نشأة قضيته التي طالب دوما من خلالها باستعادة أرضه و إنهاء الاحتلال فلم يستجب العالم لنداءاته و ثوراته وانتفاضاته التي هبت تباعا وأزاحت الستار عن غطرسة المحتل وكشفت ممارساته العنصرية ومطامعه في استباحة الدم الفلسطيني وسلب أرضه .. هدأ الشارع الفلسطيني كثيرا في مرحلة ما بعد الانقسام وعرف الكيان الصهيوني من أين تؤكل كتف الشعب الثائر عندما شغل قياداته التي لم تشهد القضية أسوأ من إدارتها لمعادلة الصراع مع المحتل شغلها بإحكام سيطرتها على ما تملك من سلطة لم تجلب لنا سوى العار والويلات في الآونة الأخيرة .. 

هبت رياح التغيير في المنطقة فصار لزاما على الشعب الفلسطيني أن ينتفض وهو في قلب المنطقة العربية بل هو قلبها الذي طالما أشعل الشوارع العربية والعالمية تأييدا لمقاومته ودعما لحقوقه المشروعة .. لم تنجح جهود الوساطة من أشقائنا العرب فلم يبقى سوى جهود الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج ومن يقف أمام إرادة الشعب فليأخذه الطوفان الشعبي الذي أزاح ديكتاتوريات جثمت على صدور مواطنيها لعشرات السنين فلم يرحم الطوفان ما قدموه لشعوبهم ولم يحفظ لهم التاريخ سوى أن الشعب قرر إزاحتهم طلبا للتغيير والحياة الكريمة، وفي النموذج الفلسطيني نجد قيادات اليوم لأكبر فصيلين تاريخاً وشعبيةً ونضالاً يلطخان عقودا من مقاومة المحتل والتضحيات التي طالت رجالاتهم وقياداتهم وجهدا كبيرا لا ينكره أحد سعيا للتحرر وبحثا عن الدولة المستقلة التي طال انتظارها؛ يلطخان كل ذلك في انقسام لم نشهد له مثيلا في تاريخ القضية الفلسطينية، انقسام جعل مما تبقى من أرضنا شطرين وجعل من أبناء فلسطين فريقين ..

آن الأوان لإنهاء هذه الحالة الدخيلة على ثقافة كل فلسطيني 
آن الأوان لاقتلاع فتنة واستئصال عضو سرطاني من الجسد الفلسطيني 
آن الأوان لإعادة الحياة والروح الواحدة لشعب يهوى الحرية ويبحث عن العيش الكريم 
وآن الأوان لهبة شعبية تيقظ قياداتنا من سبات طال أمده وإن لم يستجيبوا فلا مكان لهم بيننا، وليحكم الشعب بين أحدهما أو ليختار من يراه أهلاً لقيادة شعب يستحق الأفضل دائماً 

وحتى تنجح انتفاضة شعبية ترفع شعار الوحدة الفلسطينية فعلى أصحاب كل مبادرة تسير في هذا الاتجاه أن يتحدوا ويكونوا يدا واحدة ويعلنوا انطلاقة موحدة بين شطري الوطن  وفقط .. لا يهم أن يتزعمهم أحد أو ينطق باسمهم اخر فالشعب وحده قادر على قيادة نفسه بنفسه نحو التغيير وبغير ذلك ستضيع كافة الجهود المبذولة بين مطامع شخصية تطمح لبطولات خاصة وبين عصا سلطتي غزة ورام الله، وتذكروا جميعا انتفاضة الحجارة الباسلة التي خرج بها شباب ثائر دفاعا عن وطنه وحقه المسلوب أمام دبابات واليات الاحتلال لم يحكمها أو يتحكم بها أحد إلا رجالاتها وثوارها، التنظيم مطلوب ممن تطوع لعمل ذلك لكن الحذر كل الحذر من زخرفة الثورة وتحميلها صفة رسمية وكأنها تنظيما يسعى لكسب أصوات شعبية .. فالثورة إن تجردت من شعبيتها وتفرغت من تعبئتها الشعبوية بمبادرة ذاتية من أهلها فستسقط في مهدها وستكون بمثابة مسيرة تنتهي بنهاية اليوم ..
ماشي !!  للحديث بقية ..  

دمتم أحرارا 

إبراهيم خضرة 
18/02/2011

الجمعة، ١١ فبراير ٢٠١١

ماشي "10" مصر


هي لحظات ستبقى في التاريخ وللتاريخ وسيذكرها المستقبل في المستقبل 
الحادي عشر من فبراير شباط عام 2011
قال الشعب المصري كلمته وضرب شبابه أروع نموذج للثورة السلمية ضد القمع والاستعباد من نظام لن أستطرد كثيرا في تعداد خطاياه فالأهم هنا أنه رحل وبلا رجعه بعد ثورة ثمانية عشر يوما فقط تخللها الإصرار على مطالب شرعية لم تأت من أحزاب معارضة وصفت دوما بالكرتونية ولم تتمكن رغم جعجة قادتها في مختلف وسائل الإعلام من حشد ولو جزء يسير مما شاهدناه ونشاهده في ميدان التحرير ومختلف المدن المصرية لتأييدها، استطاع الشباب المصري عندما تمكن من توحيد كلمته و وجد مساحة حرة له في ميادين وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة استطاع تحقيق ما عجز عنه اخرون على مدى سنوات مضت .. انطلق الشباب وأطلق صوته عاليا فالتف حوله الشعب بأسره

مصادفة..
تصادف إعلان تنحي مبارك مع وجودي عند صديق عزيز مصري الجنسية كان يتابع الأحداث عبر الفضائيات وقبل الإعلان بلحظات كنت معه في مكتبه نناقش سيناريوهات المرحلة المقبلة .. قطع البث وتحولت كل الفضائيات إلى التلفزيون المصري وإعلان عمر سليمان الذي قد يكون أقصر بيان رئاسي في عدد كلماته على الاطلاق لكنه بلا أدنى شك الأقوى والأكثر تأثيرا منذ انطلاق الثورة المصرية، أعود إلى صديقي العزيز الذي كان مناصرا ومؤيدا بشدة للتغيير في مصر ومع ثورة الشباب الأحرار هناك منذ إطلاقها .. جاء الإعلان عن تنحي مبارك .. تبادلنا النظرات التي رسمت علامات مختلطة بين الذهول والصدمة والفرح والخوف، نظرات لن أنساها .. شعرت عندها أنني أقف أمام الشعب المصري بأسره بمختلف أطيافه.. ضاعت الكلمات وسألته بعد سيل النظرات الجارف هل أبارك لك ولكل مصري ؟! لحظات من الصمت تلت السؤال .. فاجأني بعدم إظهار فرحة على وجهه على الرغم من أنه كان ممن ينتظر هذه اللحظة كغيره من المصريين الأحرار .. قرأت من عينيه حزنا على مصير قائد مصري رحل بكل مساوئه لكنه يبقى مصري .. قرأت حزنا في عينيه من سيل الشتائم والشماتة في أبواق إعلامية وشخصيات عدة تربصت كثيرا برأس مصر على مدى ثلاثين عاما .. قرأت أيضا ترقبا وحذرا مما ستحمله الأيام القادمة لمصر ومستقبلها، كل ذلك مغلف بفرحة كبيرة لم تظهر على وجهه إلا لبضع ثوان .. قلت له مبروك التغيير وقلت لنفسي هذا هو النموذج الأمثل الذي أرجو أن أراه في كل مصري بعد انتهاء أفراح النصر بالحرية

لكل مصري / لا تجعلوا أفراحكم تنسيكم مصر وما ينتظرها من مرحلة مهمة تحتاج لسواعدكم جميعا لبناءها من جديد 
 "و لكل من يهوى الشماتة / الرئيس السابق مبارك يبقى من القوم دعوا الجدل و "ارحموا عزيز قوم ذل
دمتم أحرارا 


11/02/2011 


السبت، ٥ فبراير ٢٠١١

ماشي "9" الرأي الاخر

لا رأي يعلو فوق رأي الأغلبية .. وإن حضرت الأغلبية في خلاف ما فلا بد أن يكون لها الغلبة وترجيح كفة الخلاف لصالحها
ما نراه في هذه الأيام من سماع صوت شعوب طالما حرمت من التعبير عن ارائها وعاشت تحت ركام ديكتاتوريات قمعت دوما رأيهم الذي يشكل الأغلبية الساحقة في مجتمعاتهم لكنهم لم يتمكنوا من إظهار تلك الأصوات في ظل قمع حرياتهم حتى وإن غلفت من بعض الحكومات بأحزاب سميت بالمعارضة لكنها لم تمثل يوما إرادة الشعب، أو بأدوات ومنابر إعلامية تدعي أنها تنقل تلك الاراء للتفريغ شحنات بعض الغاضبين والمعارضين من عامة الشعب ..

جاءت ثورة الاتصالات المتمثلة بشبكات تربط الملايين من مستخدمي شبكة الانترنت ليجدوا المساحات الحرة التي كانوا يبحثون عنها ولتأتي بعد ذلك ثورات سيكتب التاريخ المجد لأصحابها وستلعنها حكومات لم تدرك التأثير الذي تحدثه أصوات شعوبهم إن اتحدت على كلمة التغيير ولم تعي حقيقة التقدم التكنولوجي أو تلحق بركبه فظلت متخلفة وأحدثت فجوة كبيرة بينها وبين شعوبها
( تقلصت الفجوة بين الشعب بعضهم البعض وتباعدت المسافات بين الحكومات وشعوبهم )

انفض غبار العبودية عن عقول شعوبنا العربية فانتفض الشعب نحو الحرية
لكن (الوقت لا ينتظر) فستختلف المعادلة في الأيام القادمة وكلما تقدم الوقت فسنجد أن زمن الثورات على ديكتاتوريات قائمة منذ عشرات السنين سينتهي لأن ما تبقى منها بدأ يدرك خطورة ثورة الاتصالات بشبكاتها الاجتماعية وغيرها وبات يسخر كافة الطاقات ليس لاستثمارها بالاتجاه الصحيح بل لقمع كل صوت أو مجموعة تنادي بإطلاق ثورة في بقعة جديدة وهذا ما سمعناه في الاونة الاخيرة في مواقع مختلفة من الوطن العربي ..
الأهم هنا أن المواطن العربي بات يدرك أن بإمكانه إحداث التغيير في مجتمعه إن أراد ذلك وأن زمن الديكتاتوريات المطلقة قد ولّى بلا رجعه فما ضاع حق وراءه مطالب ... استثمروا زمن الثوارت في الحق وفي الاتجاه الصحيح حتى لا يفوتكم قطار التغيير


دمتم أحرارا
05/02/2011