الخميس، ١٣ أكتوبر ٢٠١١

ماشي "33" 1027 > 1

لا تتعجبوا .. أن تخرج أصوات حزبية برؤية ضيقة الأفق تنتقد وتقلل من حجم صفقة شاليط.. وأقول لهم لحماس كل الحق أن تلعب بأوراقها الرابحة وقتما تشاء، وهذه المرة تحديدا حققت إنجازا تشكر عليه ويحسب لها لأنها الحرية التي لا يعرف معناها إلا الأسير الذي عانى من ظلام السجن وظلم السجان .. 

وإذا قمنا بتوسيع الرؤية قليلا نجد أن هذه الصفقة على الرغم من أن حماس ساهمت في التخطيط لها والتفاوض حولها إلا أنها لا تحسب فقط لحماس إنما لكل فلسطيني في قطاع غزة تحديدا لأن الغزيين هم من دفعوا ثمن اختطاف شاليط منذ البداية بحرب وقصف وحصار ودماء شهداء وجرحى لم يكن لهم ذنب إلا أنهم مرابطون على تلك الأرض الطاهرة وتصدوا لمحاولات الاحتلال وسعيها في الحصول على جنديها الأسير ولو مقتولاً .. وعلى حماس أن لا تنسى أو تتناسى تلك المعاناة التي لحقت بأبناء الشعب الفلسطيني وإن كان ذلك فعلينا نحن أن نفخر بأنفسنا وأن لا ننسى أننا ساهمنا بإتمام تلك الصفقة ودفعنا ثمنها غاليا بصمودنا وتضحياتنا وأن نبتعد عن جلد ذواتنا بانتقاداتنا التي إن جاءت فستكون بلا أدنى شك من منظور عدم تأييدنا لحماس أو تعصبنا لانتماءاتنا الحزبية (ضيقة الأفق) وبغض النظر عن توقيت الصفقة وتفاصيلها وأبعادها السياسية إلا أنها تهدي الحرية لعدد لا بأس به من الأسرى البواسل الذين دفعوا أثمانا باهظة من حياتهم خلف زنازين الظلم والقهر بعيدا عن أهلهم وأحبابهم .. ولأنها كذلك علينا أن نقيم الأفراح والاحتفالات ونبتهج ونستقبل أسرانا البواسل كفلسطينيين وليس كحمساويين وأن نهمش ولو مؤقتا أدوارنا الحزبية وحقدنا الدفين على بعضنا البعض، وكما انتقدنا حماس لموقفها الرافض لما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس التاريخي في مجلس الأمن وهو الذي قام بخطوة يعتز بها كل فلسطيني، سنقف هنا في وجه كل من ينتقد هذا الانجاز التاريخي .. فالانجازات الوطنية التاريخية حتى وإن أراد البعض تحزيبها وتحقيق مكاسب سياسية حزبية من خلالها فإنها في النهاية تعود بفائدتها على فلسطين والفلسطينيين ونحن جميعا ساهمنا بها وبتحقيقها فالشكر لمن ساهم بها ومن دفع ثمنها ..

الكيان الصهيوني يحتفل منذ الاعلان عن هذه الصفقة بإطلاق سراح جنديه الأسير بمختلف أطيافه منذ اكثر من خمس سنوات ونحن بالمقابل علينا أن نحتفل ونتوحد باحتفالاتنا أكثر منه بألف مرة وأن نتوقف عن جلد ذواتنا لنثبت للجميع أن حياة أبناءنا وحريتهم لا تقارن بحياة فرد منهم إنما تفوق ذلك بكثير وإن كانت رياضيا 1027 = 1 فإن المكسب بمفهوم الربح والخسارة  فرحة حقيقية لأكثر من 1000 عائلة فلسطينية مقابل فرحة لعائلة اسرائيلية واحد فقط وهو الأمر الذي افتقدناه كثيرا ونحن نودع الشهيد تلو الشهيد في حروب ومعاناة .. نحن اليوم سنستقبل ونرحب بحياة وحرية بدلا من وداع وتشريد وقتل .. 1027 > 1 دائما كنا نبكي ضحايانا أكثر منهم وتتألم أمهاتنا وأهالينا أكثر منهم في كل عمل عسكري أو مواجهة مباشرة وغيرها، واليوم تنعكس الاية لنحقق ربحا ولو معنوي على حساب الفرح والابتسامة بوعد الحرية ..

لأننا فلسطينيون علينا أن نبارك هذه الصفقة التاريخية أيا كانت توجهاتنا الحزبية ..
لأننا فلسطينيون فنحن أعلم الناس بمعنى الأسر والحرية وعندها علينا أن نثمن أي خطوة تأتي لإطلاق أي عدد من أسرانا البواسل ..
لأننا فلسطينيون علينا دوما أن ننظر لإنجازات أفرادنا وفصائلنا بشموليتها وليس فقط بمنظورها الحزبي الضيق ..

شكرا لكل فلسطيني .. شكرا لأهل غزة الأبطال .. شكرا لرجال المقاومة الفلسطينية الذين أسسوا لهذه الخطوة .. وشكرا لحماس وللدول الوسيطة التي ساهمت بإتمام هذه الصفقة .. وكل الرجاء أن تتم خطواتها بنجاح كامل .

دمتم أحرارا ..
12/10/2011



السبت، ١ أكتوبر ٢٠١١

ماشي "32" بين السياسة والرياضة

هل هناك فوارق في حقول العمل الإعلامي بين السياسة والاقتصاد والرياضة وغيرها ؟.
 في الأبجديات لا فوارق أو اختلافات، إنما في التفاصيل تتكشف بعض الحقائق التي يلمسها من جرب ممارسة العمل الإعلامي في أكثر من حقل وبشكل متخصص، وسأسرد لكم جملة من الفروق التي جعلتني ازداد يقينا بأن التجربة العملية هي خير وسيلة لحصد الخبرات التي تؤهل الفرد لاختيار الطريق الصحيح الذي يتطلع لخطه :
- في الإعلام الرياضي يتم نقل الحقائق والنتائج التي يحققها الأفراد والفرق الرياضية بمنظور الواقع .. وفي الإعلام السياسي تنقل الأحداث والحقائق بمنظور الأجندة السياسية التي تحملها وسائل الإعلام المختلفة بناء على رؤيتها للحدث.
- في الرياضة نجوم ومشاهير تماما كما في السياسة، لكن مشاهير الرياضة اكتسبوا تلك النجومية من خلال عطاءات وإنجازات قاموا بتحقيقها، بخلاف السياسة التي قد تضم مشاهير حققوا شهرتهم بلا عطاء يذكر وفقط من خلال العلاقات العامة التي جعلت منهم رؤساء أو وزراء وغير ذلك ..
- الإعلام الرياضي يحلل الأحداث الرياضية ويرصد اراء الخبراء التي تقرأ الواقع كما هو وتعطي كل ذي حق حقه، أما في السياسة يتم تحليل الخبر والحدث بناء على المعطيات التي تربط الفكر السياسي أو الحزبي لصاحب وسيلة الإعلام أو ممولها ..
- في الصحافة الرياضية ميول وانتماءات تجعل من الإعلاميين ينحازون أحيانا ويتعاطفون مع أنديتهم لكن في النهاية يتقبلون النتائج في الأغلب (بروح رياضية) ويحاولون تصحيح المسار ويقدمون انتقادا بناء في سبيل تقديم الأفضل، وفي الصحافة السياسية من الصعب أن تجد ذات الفكرة ويعكس الصحافيون في  السياسة غالبا توجهاتهم السياسية والحزبية بغض النظر عن مجريات الواقع الذي قد يتم تحويره في سبيل الدفاع عن رؤية الحزب السياسية تبعا للأجندة المتبعة .
- نسبة الحياد في نقل الخبر الرياضي أكبر بكثير منها في الخبر السياسي، بل قد تنعدم فكرة الحياد أساسا في وسائل الإعلام بما يتعلق بالحدث السياسي وبالتالي يتم تحوير الحقائق لمصلحة الأجندة السياسية الخاصة .

في النهاية تحتفظ السياسة برتبتها في قائمة حقول الصحافة لأنها تمس الواقع المعاش وتؤثر بمعطياتها على حياة الناس العامة، بخلاف الرياضة والحقول الأخرى التي تلقى اهتماما من فئة محدودة من المجتمع أيا كان حجمها .. وكل المنى أن يأخذ حقل السياسة في صحافتنا ولو جزءا يسيرا من حيادية الصحافة الرياضية في نقل الخبر وتحليله، وأن يستفيد مشاهير السياسة لدينا من مشاهير الرياضة هنا في المهنية والاحترافية التي يملكونها وفي التعاطي مع الأحداث ومبدأ الفوز والخسارة، والروح الرياضية ..
ومعا سأقترب منكم أكثر لفهم السياسة بلغة كرة القدم .. بكل روح سياسية .. قريبا

إبراهيم خضرة
01/10/2011