الأحد، ١٠ يوليو ٢٠١١

ماشي "28" حرية الصحافة وصحافة الحرية !

من قال أن الحرية والديمقراطية تسمح لك أن تقول وتعبر عما بداخلك كيفما تريد و وقتما تشاء ؟! ومن قال أن بإمكان أصحاب السلطة والنفوذ أن يخطوا سياسات قنواتهم و وسائل إعلامهم بعيدا عن مراعاة حريات الاخرين بحجة أنهم يملكون سلطة رابعة أقوى من أي سلطة تنفيذية أو غيرها ؟!ومن قال أيضا أن لا حدود للحريات العامة إذا كنت تعيش في مجتمع ديمقراطي بطبيعته أو يسعى لتحقيق ديمقراطية زائفة أو جادة ؟!

اليوم تم إصدار العدد الأخير من صحيفة News of the World البريطانية بعد 168 عاما من الخدمة الإعلامية في حقل صحف التابلويد أو الفضائح أو الصحافة الصفراء بعد قرار إغلاقها من مالكها (روبرت مردوخ) بعد تعديها بشكل واضح وسافر على حريات اخرين من الفنانين والمشاهير والسياسيين وحتى المجرمين وضحايا الجرائم الأمر الذي أثر بشكل كبير على مجريات العدالة في بعض التحقيقات ومنها اختراق الصحيفة لهاتف فتاة تدعى ميلي دويلر (13 عاما) قتلت في عام 2002 قبل العثور على جثتها مما عرقل التحقيق في هذا الملف .. جاء هذا الإغلاق لصحيفة من أشهر الصحف البريطانية وأكثرها مبيعا بعد تضييق وملاحقات قانونية وسخط شعبي على سياستها وتعديها واختراقها للعديد من الحريات الخاصة اعتقادا منها أنها فوق القانون وأنها تمثل سلطة رابعة لا رقيب عليها، لكن بريطانيا أثبتت أنها امبراطورية القانون بعد أن أوقفت بحزم هذا السيل الجارف لامبراطور الإعلام مردوخ وهيمنته التي تعدت أخلاقيات مهنة الصحافة وحرياتها في هذه الصحيفة تحديدا ..

في الكثير من الدول العربية لم نصل بعد لمستوى الحريات العامة للصحافة والتعبير عن الرأي ومحاسبة المسئولين على فسادهم وأخطائهم السياسية ولم نصل أصلا لمرحلة أن تكون وسائل إعلامنا سلطة رابعة بالفعل تستخدم الحد الأدني من فضاءها المتاح إيجابا لتصحيح مسارات في حقول السياسة والاقتصاد والرياضة والمجتمع عموما ..
وفي الدول الغربية وتحديدا هنا في بريطانيا تخطت الصحافة مستوى الحريات العامة بشكل كبير و وصلت في بعض الحالات لما هو أبعد من ذلك فوقعت في المحظور كما جرى مع هذه الصحيفة العريقة والقديمة، والواقع الذي فرضته سلطة القانون في هذا البلد يعطي تعريفا واضحا لمفهوم الحريات بشكل عام وحرية الصحافة على وجه الخصوص وهو المفهوم الذي نذكره كثيرا بخلاف تطبيقه:
( تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الاخرين )

10/07/2011
إبراهيم خضرة

الجمعة، ٨ يوليو ٢٠١١

ماشي "27" يوم الختان

قمنا اليوم بتطهير (ختان) ابني الأول (تميم) تراودك مشاعر مختلطة وأنت تشاهد العملية التي تمت في عيادة خاصة هنا في لندن، بين الفرح والحزن على دموعه وبكائه الذي انطلق من حنجرته الصغيرة لأول مرة بهذه الشدة ..
كان وما زال عند البعض الاحتفال بهذه المناسبة له طابع خاص ومميز وتنطلق فيه الأهازيج والتهاني لكن الغربة تقلص حجم الفرح والتئام شمل العائلة والأحباب، لكن الفرحة تبقى وتتواصل وأنت ترقب وتترقب نمو طفلك في كل يوم بل وفي كل ساعة يشق فيها طريقه في هذه الدنيا، أنظر في عينيه كثيرا لأغرس بها الأمل في مستقبل أفضل يعيشه في أرضه الأم (أرض آبائه وأجداده) وهي تنعم بالسلام والأمان وأتسائل عن قدر لا يعلمه إلا الله الذي أسأله وأرجوه أن يكون الأفضل .. وأن يرزقه الصحة الدائمه ويبعد عنه كل الشرور، وأن يرزق كل أب وأم بالذرية الصالحة المعافاة ..

بحثت عن شاعر كتب في الختان فتفاجأت أن الشاعر المتألق المبدع أحمد مطر صاغ هذا الموضوع بطريقته التي جعلتني أبتسم كثيرا على وقع كلماته التي ختمها بأسلوبه الساخر .. القصيدة :


ألبسوني بُردَةً شَفّافَةً

يَومَ الخِتانْ .

ثُمَّ كانْ

بَدءُ تاريخ الهَوانْ !

شَفَّتِ البُرْدَةُ عن سِرّى ,

وفى بِضْعِ ثوانْ

ذَبَحوا سِرّى .

و سالَ الدَمُ في حِجْري

فقامَ الصوتُ من كُلِّ مكانْ :

ألفَ مبروكٍ

.. وعُقبى لِلِّسانْ !


طبعا أقول لا عقبي للسان .. والله يخلي لتميم لسانه وللجميع ليغرد به في عالم أجمل

إبراهيم خضرة
07/07/2011

الأحد، ٣ يوليو ٢٠١١

ماشي "26" دليل الاستخدام

لا أدري إلى متى سنبقى نحن العرب تحت تصنيف المتلقي أو المستقبل في كثير من الأحيان لتقنيات وابتكارات الغرب !؟ وإلى متى سيحيطنا الجهل حتى في تلقينا لتلك الأفكار على غرار تكنولوجيا الاتصال التي تشمل الهواتف النقالة وغيرها ! ..
لم نحسن بعد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي مثلا في الكثير من الأحيان أو لم نصل إلى مرحلة الاستفادة الإيجابية منها ومن تطبيقاتها ولن أتحدث هنا عن سلبية بعض الافراد المفرطة في استخدام مواقع تواصل اجتماعية كفيسبوك مثلا .. بل سأتحدث عن استخدام أو استثمار مواقع التواصل الاجتماعي في إعلامنا العربي فلا أجد تفسيراً لمواصلة الجمود القائم والقاتم في برامج معظم القنوات العربية المتخصصة والمحترفة منها تحديدا وهي التي تعلم علم اليقين أن هذه الأدوات جاءت تحت بند الإعلام الجديد أي المنافس للإعلام التقليدي فإما أن تحاكيه وتدمجه لتدعيم وسيلتك الإعلامية وأهدافك وإلا سيفوتك القطار ..

في الوقت الذي نجحت فيه قنوات إخبارية دولية مثل شبكة CNN في استثمار ودمج مواقع التواصل الاجتماعية في مختلف برامجها التلفزيوني نجد أن برامج التلفزة في شبكاتنا العربية لم تحدث أي تغيير في هذا الإطار وحافظت على جمودها المتمثل في مذيع وضيف أو ضيوف ونقاش ينتهي للاشيء سوى بعض التساؤلات التي لا تفسير لمدلولاتها وعلى كل تلك القنوات أن تعي جيدا أن زمن المشاهد المتلقي ولى وبات علينا إدماجه في شتى الحوارات حتى نحدث التغيير وجذب المشاهد بشكل أكبر لأنه عندها يشعر أنه جزء من هذا النقاش سيتواصل بشكل أكثر وسيتم جذب واستقطاب نسبة أكبر من جمهور المشاهدين بوسائل إبداعية غير تقليدية ..

لا يكفي أن يتم فتح حساب لقناة تلفزيونية أو أي وسيلة إعلام أخرى عبر تلك الوسائل والوسائط وتغذيتها بالأخبار المتواجدة أصلا في الموقع الإليكتروني الخاص بلا أي متابعة أو تقييم أو أن يقوم إعلاميون ومذيعون عرب بفتح حسابات لهم فقط لجذب معجبين ولمواكبة "الموضة" بلا تحقيق لأي فائدة تذكر أو تفاعل مع المتابعين، علينا التعلم من تجارب غيرنا وقراءة وفهم دليل الاستخدام الذي يجهله للأسف الكثير من الصفحيين والإعلاميين ناهيك عن الأفراد في تطبيقاتهم وانشغالهم بما لا يحقق أدنى درجات الإفادة والاستفادة من تلك الشبكات وأفكارها ..

إبراهيم خضرة
3/7/2011