بدأت الشكوك تحوم حول ما يجري في الشارع العربي وبدأت الأسئلة تطرح بكثرة حول الأسباب الحقيقية وراء تحركات الشعوب العربية ليس لأنها وصلت لسوريا الأسد بل لأنها تأتي بتوقيت متزامن وكأن بعضها يكمل الاخر أو يسعى لإيجاد تغطية إعلامية لمصلحة حركة شعبية أخرى أو ما شابه .. ولا حاجة هنا للتفكير كثيرا في ما وراء تلك الثورات العربية إذا كان لدينا إيمان عميق بسنة التغيير على هذه الأرض وبما قاله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم "وتلك الأيام نداولها بين الناس"
لكن الزعماء العرب حتى وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة على عروشهم يرفضون إنصاف شعبهم ويقفون بجانب الغرب وتضخيم دوره الخارجي ولو بغير قصد من خلال إلقاء اللوم دائماً وأبدا على الاخر وتضخيم نظرية المؤامرة التي تجعل المواطن العربي يشك حتى في أبنائه وهم يتفاعلون مع تويتير وفيسبوك ليرى في كل مشاركاته وتويتراته التي تمثل رأيه الخاص فيما يدور حوله مؤامرة ينساق وراءها وكأن تلك الشبكات التي فتحت مساحات حرة ومثلت منبرا للتواصل تم إنشاؤها بغرض إثارة الشعوب العربية على حكامها وديكتاتورياتها القائمة ..
لا تذهبوا بعيدا بأفكاركم ولا تجعلوا مما يقال وما لايقال من أصحاب القرار العربي هاجسا يؤرقكم .. فالسر في تهافت أعداد كبيرة من الناس على هذه الشبكات يكمن في أنهم وجدوا ضالتهم بها فجذبتهم ضمن فريقين، الأول فريق رأى في تلك الشبكات مساحة حرة للتعبير عما شاء من آراء بلا قيود ومشاركة آخرين بها الأمر الذي لم يتوفر لهم في وسائل الإعلام التقليدية التي تحكمها سياسة خاصة مهما ارتفع سقف حرياتها، والفريق الآخر وقد يكون الأكبر هو الذي أصيب بحالة من الهوس لكثرة تداول اسم تلك الشبكات وتأثيرها سواء في وسائل الاعلام أو من خلال الأفراد والأصدقاء فأراد بداعي الفضول أو اللحاق بركب التواصل الاجتماعي رؤية تلك الشبكات من خلال المشاركة بها ..
الخلاصة، لا تتركوا مساحة الشك التي في عقولكم لتبحر بكم في عالم يريد البعض أن يضعكم به حتى تميلوا لتصديق مخططات وهمية لا أساس لها فتأخذكم أفكاركم من خلالها إلى مرحلة استعمار العقول .. ولا يوجد أخطر من تلك المرحلة التي يسيطر بها عدوك على عقلك وتصبح من شدة الخوف والحيطة تعتقد أنه السبب والمسبب لمصائبك وكوارث مجتمعك، وعندها يسقط العقل وقوة المنطق ليحل مكانهما قلة العقل ومنطق القوة ..
05/04/2011
