الثلاثاء، ١٣ يناير ٢٠٠٩

شكرا اسرائيل ..!!


قد تتعجبون من كلمة الشكر لكيان استحل دماء الشعب الفلسطيني، ولم يرحم البشر ولم يسلم من أذاه حتى الشجر والحجر وكل ما ينتمي إلى محيط قطاع غزة الصغير بحجمه والكبير بصموده وصبر أهله ..
لكن كلمة الشكر تأتي اليوم بعد أن هوت قيادات الشعب الفلسطيني الراهنة بقضية فلسطين إلى أدنى مستوياتها، وبات الملف الفلسطيني لا يذكر في وسائل الاعلام ومقالات الكتاب إلا بالخلاف الفلسطيني الداخلي و قتل الأخ لأخيه ومحاولات المصالحة بين الفلسطينيين، وكأنهم الأخوة الأعداء، و القصف والتشهير الإعلامي الذي يأتي من هنا وهناك، ونسي الجميع أن الكيان الصهيوني هو المستفيد الأكبر من هذه الحالة الغير معهودة في تاريخ النضال الفلسطيني ..
فأقول هنا شكرا لأن مجزرة غزة التي قامت بها أياد لا ترحم، أعادت للقضية الفلسطينية جوهرها .. وذكّرت كل تلك الأقلام التي زاودت على القضية الفلسطينية ونضالات شعبنا بصمود وثبات الشعب الفلسطيني ومقاومته ..
شكرا لأن دماء أهل غزة أطفالا ونساء وشبابا وشيوخا نفضت غبار ذاكرة العالم بأسره، وأعادت تضامن العالم مع شعب فلسطين ونضاله، في زمن لا يفهم أهله إلا لغة الدم ولا يستفيق إلا إذا رأى أشلاء الأطفال واشتم رائحة الدماء .. وكأن حصار غزة لأكثر من عشرين شهرا لا يكفي لكل تلك التحركات، وبات الشعب الفلسطيني ينتظر المجازر الاسرائيلية بحقه ليثبت للعالم أنه يقع تحت ظلم الاحتلال وبطش جرائم خرجت عن صمتها في مجزرة غزة ..
شكرا لأن الهجوم الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة أرشد سلاح المقاومة الفلسطينية نحو الاتجاه الصحيح، وصحح مسار بندقية الثائر الفلسطيني نحو العدو الحقيقي، وأزال النقاب عن مسميات أجهزة الأمن الزائفة ، التي جعلت رجالات المقاومة يقفون لتنظيم حركة المرور في شوارع غزة، تنفيذا لأوامر إحدى الحكومتين اللتين تحكمان شعبا بلا دولة قدره أن يعيش حريته بعيدا عن حكم ذوي القربى، ليختار طريقه في النضال والعيش الكريم بنضاله المتجرد من أي أجندة خارجية تملى عليه ..
شكرا لأن مجزرة غزة عرّت الأنظمة العربية والمؤسسات الدولية التي وقفت عاجزة عن صد العدوان الاسرائيلي، بحجج واهية لا يقبلها العقل والمنطق، وجعلت من جيراننا الجدار الأول لتغطية الجرائم الاسرائيلية بدلا من الجدار الأول لحماية الشعب الفلسطيني ومقاومته على أرضه .. وكشفت أيضا عجز الدول والأحزاب التي تدعي دعم المقاومة الفلسطينية وجعلت منها أبواقا إعلامية ( فقط ) بعيدا عن أي تطبيق عملي داعم للقضية والمقاومة الفلسطينية !!
بقي القول هنا ان الشكر يأتي في سياق نظرة من زاوية أخرى للحرب على غزة .. تعكس رؤية القضية الفلسطينية وما وصلت إليه من الداخل، فالاحتلال وغطرسته وما يقوم به من جرائم عكستها وتعكسها تلك الصور التي نشاهدها يوميا لأطفال ونساء وشيوخ وعائلات لا ذنب لهم إلا أنهم كانوا هناك .. فالصورة تكفي لنقل حقيقة المعاناة والتضحيات التي يقدمها أهل غزة بكل فئاتهم والصورة تكفي أيضا لتعكس قوة وصمود المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن الأرض ..
إبراهيم خضرة 13 يناير 2009

الأحد، ١١ يناير ٢٠٠٩

غزة في زمن المزايدات


غزة تحت النار .. غزة تحترق .. أغيثوا غزة .. فاجعة غزة .. سمها كيفما شئت فلا قيمة لكل ذلك مهما كنت بارعا في التعبير أو كتابة الشعر وتصفيف الكلام المنمق .. فعند غزة والحديث عن ما يحدث فيها الان تعجز الكلمات مهما تقدمت في البلاغة والإنشاء أن تصف ما جرى و يجري هناك من مجازر .. لكن للكلمات أن تصف تلك اللوحة من المزايدات التي سئم منها شعب يستحق أكثر من مجرد مساعدات إنسانية لا - تسمن ولا تغني من جوع – بل هي تشكل مخرجا لكل متخاذل بات يجد من تقديم كلمة أو شعارات رنانة أو مبلغا من المال هو المنجد وكما قال المثل الشعبي (اطعم الفم .. تستحي العين) ولا حياء هنا فسأخرج عن صمت أرقني كثيرا وجال في خاطري مرات عدة ..
إبراهيم خضرة 9 يناير 2009


يا من جعلتم من قضية شعبي لغة للتسول تقتاتون بها لموارات عجزكم وضعفكم وكأن أسمى المنى بات في إطلاق حملة تبرعات لنصرة الشعب الفلسطيني ..يا من جعلتم من قضية شعبي لغة إعلامية تلعبون بها على وتر مشاعر الشارع العربي تثيرون بها شفقة مشاهديكم الأكارم وترفعون بها من أسهم إعلامكم الموجه والذي ساهم في تفريق الشارع الفلسطيني والعربي أكثر من توحيده على كلمة سواء .. وكل ذلك لمصالح ضيقة همشتم بها القضية الفلسطينية ولم تستطيعوا تقديم صوت إعلامي فلسطيني يصدح عند الغرب قبل العرب ..


يا من تخرجون في مسيرات ومظاهرات ترفعون بها أعلام حزب أو فصيل فلسطيني ونسيتم أن الصواريخ الاسرائيلية تقصف شعب فلسطين بلا تمييز بين أنصار هذا الفصيل أو ذاك.. وتقومون من حيث تعلمون أو لا تعلمون بالمساهمة بتهميش القضية وحصرها على جماعة دون أخرى ..


يا من ساهمتم بنكبات شعبي عبر تلاعبكم بقضيتنا لأجل مصالحكم الخاصة فصرتم الخطر الحقيقي واللاعب الرئيسي في توالي المجازر والنكبات فلسطين وشعبها، كل ذلك بحثا عن الاحتفاظ بكراسيكم المهترأة التي لو قُدر لها الحراك لكان أولى حركاتها التخلص منكم بضربة في مؤخراتكم إلى مزبلة التاريخ ..


يا من تتغنون باسم شعب فلسطين وقضيته وتدعون الشرعية التي حصلتم عليها من انتخابات ديمقراطية لم تحسنوا التعامل مع نتائجها وجعلتموها ذريعة للسيطرة على حكم جاء بأجندة خارجية نحن براء منها .. و جعلتم من الإسلام غطاء أخذتم منه ظاهره وفرغتموه من جوهره الأصيل الذي يقبل التطبيق في كل زمان ومكان ..


يا من شغلتكم لقاءات بني صهيون عن لقاءات أبناء جلدتكم .. وتشدقتم بسلام زائف لم يأت إلا بالويلات والدماء المراقة في كل شبر من أرضنا .. وجعلتم من الوطنية والديمقراطية شعارات بعيدة عن التطبيق ....


حلّلنا أقوالكم وأفعالكم .. فرزنا مواقفكم .. غربلنا نواياكم .. فلم نخرج منها إلا بخفي حنين .. فالصمت هنا أولى من أي كلام أو مزايدات .. لا صوت يعلو فوق صوت (شعب) ضرب بصبره ومقاومته أروع الأمثلة وضحى بأغلى ما يملك من أجل قضيته .. وحديثي هنا عن شعب فلسطين لا عن حزب ولا فصيل ولا جهة تمثله فالشعب اليوم يمثل نفسه بنفسه ومهما علت الأصوات التي تنادي بفتح وحماس وغيرها فلن تلقى صدى عندي وعند الكثيرين من أبناء شعبي وأمتي .. فاليوم لكم دينكم ولي دين .. فالصوت هو الشعب والقضية هي فلسطين ..
إبراهيم خضرة
11 يناير 2009